روس جربر، وهو مستثمر طويل الأمد في شركة تسلا Tesla قرر مؤخراً بيع حوالي نصف حصته في الشركة، لكنه لا يزال يشعر بالقلق إزاء ما يحدث في سوق السيارات المستعملة، خاصة مع السيارات الكهربائية القديمة من تسلا. في مقابلة حديثة، أشار جربر إلى أن سوق السيارات المستعملة مشبع للغاية بسيارات تسلا القديمة، مما جعله غير قادر على بيع سيارته القديمة بالقيمة التي يعتبرها عادلة.
هذا التحدي الذي يواجه جربر يعكس واقعاً أكبر في السوق؛ حيث لم تعد السيارات المستعملة من تسلا تحتفظ بقيمتها كما كانت في السابق. في منتصف عام 2022، عندما كان الطلب على سيارات تسلا الكهربائية يتفوق بشكل كبير على قدرة الشركة على تلبية هذا الطلب، كان يمكن للطراز Model Y المستعمل أن يصل سعره إلى 70 ألف دولار أمريكي، وفقاً لبيانات شركة Recurrent التي تتابع أسعار السيارات الكهربائية المستعملة.
لكن الأمور تغيرت بشكل كبير؛ فاليوم، تقدر نفس السيارة بحوالي 40 ألف دولار أمريكي في السوق المستعملة. تسلا Teslaتعتبر الأكثر تأثراً بانخفاض أسعار السيارات الكهربائية المستعملة، حيث أصبحت هذه السيارات أكثر توفراً بأسعار معقولة مع زيادة الإمدادات في السوق. وباعتبار تسلا إحدى الشركات الرائدة في هذا القطاع، فهي تتأثر بشكل كبير بانخفاض قيم إعادة البيع.
وفقاً لبيانات الصناعة، تمثل سيارات تسلا حوالي 42٪ من سوق السيارات الكهربائية المستعملة. هذا الوجود الكبير في السوق المستعملة زاد من الضغط على قيم إعادة البيع، خاصة بعد أن قامت شركة Hertz بتفريغ 30 سيارة تسلا من أسطولها في وقت سابق من هذا العام، مما ساهم في تسريع هذا الانخفاض في القيم. هذا الزيادة في العرض يجبر مالكي تسلا الذين يرغبون في بيع سياراتهم على خفض أسعارها لجذب المشترين، وهو ما جعل جربر يحتفظ بسيارته.
ولا تساعد سياسات إيلون ماسك Elon Musk في تخفيض أسعار السيارات الكهربائية الجديدة في تحسين الوضع؛ فقد خفضت تسلا أسعار سياراتها بحوالي 15 ألف دولار أمريكي في العام الماضي، واستمرت في هذا الاتجاه خلال العام الحالي.
كل هذه العوامل تشير إلى أن تسلا Tesla، رغم هيمنتها السابقة على سوق السيارات الكهربائية، بدأت تواجه تحديات جديدة. حصة تسلا في سوق السيارات الكهربائية الجديدة انخفضت إلى أقل من 50٪ لأول مرة في الربع الثاني من هذا العام، وفقاً لشركة Cox Automotive . ومع دخول المزيد من المنافسين من شركات السيارات التقليدية مثل Ford و Volkswagen و General Motors إلى السوق، أصبح لدى المتسوقين المزيد من الخيارات، مما يعني أن تسلا لم تعد الخيار الوحيد.
هذه التحديات تشير إلى أن تسلا، رغم نجاحها المبكر في قطاع السيارات الكهربائية، تواجه الآن اختباراً حقيقياً لقدرتها على البقاء في مقدمة السوق في ظل التغيرات المستمرة والتنافس المتزايد.