في خطوة جديدة قد تثير الجدل في صناعة السيارات، تقدمت شركة فورد Ford الأمريكية بطلب للحصول على براءة اختراع لنظام جديد يهدف إلى توصيل الإعلانات مباشرة إلى أنظمة الصوت في السيارات. هذا النظام، الذي يعتمد على برمجيات متقدمة، قد يغير تجربة قيادة المركبات بشكل جذري، حيث يعتمد على بيانات الموقع وسرعة السيارة وحتى مستويات الضوضاء داخل المقصورة لتقديم إعلانات مخصصة للمستخدمين.
تفاصيل النظام الجديد ..التكنولوجيا في خدمة الإعلان
تقدمت فورد بطلب براءة الاختراع في أوائل عام 2023، ولكن لم يتم نشر تفاصيله إلا مؤخرًا. هذا النظام لا يقتصر فقط على بث الإعلانات بشكل عشوائي، بل يعتمد على تقنيات متقدمة مثل نظام تحديد المواقع العالمي GPS ومعلومات الموقع الجغرافي، بالإضافة إلى تحليل سرعة السيارة وظروف القيادة الأخرى، لتقديم إعلانات تستهدف الموقع واللحظة بدقة.
المثير للجدل في هذا النظام هو قدرته على مراقبة مستويات الضوضاء داخل المقصورة، مما يسمح له بتحديد اللحظات المناسبة لبث الإعلان، مثل فترات الصمت في محادثات الركاب.
الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة الإعلان
إضافة إلى ذلك، يتكيف النظام بناءً على تفاعلات المستخدمين. إذا اكتشف أن السائق أو الركاب يتفاعلون سلباً مع الإعلانات من خلال التعبير عن الانزعاج أو إلغاء الإعلان عبر الشاشة اللمسية، يقوم النظام بتعديل نوعية الإعلانات أو تقليل ترددها أو حتى تغيير حجمها. كما يأخذ النظام في الحسبان ظروف القيادة، مثل القيادة على الطرق الوعرة أو الرحلات الطويلة، لتحديد عدد ونوعية الإعلانات المناسبة.
هل ستكون هذه التكنولوجيا موضع قبول أم رفض؟
رغم أن براءات الاختراع لا تعني بالضرورة أن النظام سيتم تفعيله في السيارات قريبًا، فإن فكرة تقديم إعلانات في مركبات باهظة الثمن قد تثير بعض الاعتراضات. في هذا السياق، أقرت فورد بأن نظام الإعلانات قد يواجه مقاومة من المستخدمين، مشيرة إلى أن “ميل المستخدم الطبيعي هو البحث عن الحد الأدنى من الإعلانات أو عدم وجودها على الإطلاق”.
من الصعب تخيل أن مالكي السيارات الذين دفعوا عشرات الآلاف من الدولارات قد يكونون راضين عن سماع إعلانات خلال رحلاتهم اليومية، حيث ينظر العديد من الأشخاص إلى السيارة على أنها مساحة خاصة بعيدة عن الضغوط والإعلانات التجارية.
مستقبل الإعلانات داخل السيارات: خطوة نحو تجربة رقمية متكاملة؟
مع تقدم تكنولوجيا السيارات وتزايد الاعتماد على البرمجيات والأنظمة الذكية داخل المركبات، يبدو أن دمج الإعلانات في تجربة القيادة قد يصبح جزءًا من المستقبل الرقمي للسيارات. ومع ذلك، يبقى السؤال قائماً حول ما إذا كانت مثل هذه التطورات ستحظى بقبول المستخدمين أم ستكون سبباً في الابتعاد عن هذه التكنولوجيا الجديدة.
في النهاية، يعتمد نجاح مثل هذه الأنظمة على كيفية تقديم الإعلانات ومدى تأثيرها على تجربة القيادة. هل ستكون هذه الخطوة هي بداية ثورة جديدة في عالم الإعلانات أم مجرد تجربة قد تواجه رفضاً واسعاً؟ الأيام القادمة ستكشف لنا المزيد.