في خطوة تُعيد أمجاد الصناعة المصرية إلى الواجهة، أعلنت شركة النصر للسيارات ، القلعة الصناعية العريقة، عن بدء الإنتاج مجددًا بعد توقف دام أكثر من 15 عامًا. جاء هذا الإعلان خلال احتفالية حضرها مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الذي وصف هذا اليوم بأنه “عيد وطني” يعكس عزم الدولة على إحياء صناعاتها الوطنية ودفع عجلة الاقتصاد نحو المستقبل.
عودة النصر ..قرار استراتيجي للدولة
أكد رئيس الوزراء أن إعادة تشغيل شركة النصر للسيارات ليس مجرد خطوة صناعية، بل قرار استراتيجي يعكس رؤية الدولة للاستفادة المثلى من أصولها الصناعية. أوضح مدبولي أن الشركة، التي شهدت قرارًا بتصفيتها في عام 2009، عادت للحياة بفضل الجهود المبذولة لإحياء هذا الصرح، الذي يتمتع بموقع استراتيجي وبنية تحتية قادرة على تحقيق التكامل الصناعي.
وأشار إلى أن الدولة حرصت على ضمان استدامة العمل في المصنع من خلال شراكات دولية، تتيح إدارة كفؤة وتشغيلًا فعالًا، مع تعزيز فرص التصدير وتلبية احتياجات السوق المحلي، الذي يتطلب نحو نصف مليون سيارة سنويًا.
صناعة السيارات ..رؤية مصرية طموحة
خلال كلمته، شدد مدبولي على أهمية تعميق المكون المحلي في الصناعات المغذية للسيارات، مستهدفًا زيادة نسبته في الأتوبيسات التي تنتجها النصر من 50% إلى 70%. كما أوضح أن مصر تمتلك كل المقومات اللازمة لإنشاء منظومة متكاملة تشمل إنتاج الهيكل، الزجاج، الفرش، والموتور، مع التركيز على صناعة البطاريات الكهربائية كجزء من استراتيجية الدولة لدعم التحول إلى السيارات الكهربائية.
وأضاف أن الدولة المصرية قادرة على تحقيق أرقام إنتاجية تضاهي دولًا أفريقية بدأت رحلتها الصناعية متأخرًا، لكنها اليوم تنتج أكثر من نصف مليون سيارة سنويًا.
دعم القيادة السياسية للصناعة
أشاد مدبولي بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتركيز على تنمية قطاع الصناعة كأولوية وطنية، مشيرًا إلى الجهود الحكومية لتوفير كل سبل الدعم للصناعات الوطنية. وأكد أن الفترة المقبلة ستشهد طفرة في الصناعات الثقيلة، وعلى رأسها صناعة السيارات، ما يُعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي للتصنيع.
رسالة الأمل ..مستقبل العمال والصناعة
اختتم رئيس الوزراء كلمته برسالة خاصة لعمال المصنع: “حافظوا على مصنعكم، فهذا مستقبلكم ومستقبل أولادكم وبلادكم”. وأشار إلى أن عودة المصنع للإنتاج هي خطوة أولى نحو مستقبل أكثر إشراقًا للصناعة المصرية، حيث تتواصل عجلة الإنتاج، لتعيد النصر للسيارات مكانتها كرمز للصناعة الوطنية.