أثارت أخبار احتمال اندماج شركتي نيسان Nissan وهوندا Honda ضجة كبيرة في عالم السيارات. ورغم أن الأمر لم يصبح رسميًا بعد، إلا أن الرئيس التنفيذي السابق لنيسان، كارلوس غصن Carlos Ghosn لم يتردد في التعبير عن رأيه بشأن هذه الخطوة المحتملة، واصفًا إياها بأنها “يائسة وغير منطقية”.
انتقادات لاذعة للاندماج المقترح
في مقابلة حديثة مع غصن انتقد بشدة فكرة اندماج الشركتين اليابانيتين، مؤكدًا أن هذه الخطوة تفتقر إلى التوافق الصناعي أو الجدوى العملية.

وقال غصن: “برأيي، هذه خطوة يائسة. ليست صفقة عملية لأن التآزر بين الشركتين يكاد يكون معدومًا. عمليًا، لا توجد خصائص تكاملية بينهما. إنهما تعملان في الأسواق ذاتها، ولديهما منتجات مشابهة للغاية، والعلامتان التجاريتان متقاربتان بشكل كبير”.
الدوافع وراء الاندماج المحتمل
وفقًا لغصن، يبدو أن هذه الخطوة مدفوعة بضغوط من وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية METI التي تسعى لدعم الاقتصاد الياباني من خلال هذا الاندماج. وأشار غصن إلى أن هوندا قد تكون غير راضية عن هذه الخطوة، قائلاً: “عشت في اليابان لسنوات وأفهم تمامًا مدى تأثير وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة. برأيي، لا يوجد منطق صناعي وراء هذا الاندماج، لكنه يعكس اختيارًا بين الأداء والسيطرة. الوزارة تفضل السيطرة على الأداء، ولا شك أنها دفعت هوندا إلى هذا الاتجاه”.
نظرة غصن إلى أداء نيسان الحالي
لم يتردد غصن في انتقاد أداء نيسان في السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى التراجع الكبير الذي شهدته الشركة بعد مغادرته. قال: “يمكنك قياس قوة الفريق من خلال النتائج التي يحققها. وعندما تنظر إلى أداء نيسان خلال السنوات الخمس الماضية، فإن النتائج لا تعكس قوة الفريق”.
اندماج قد يُشكِّل أحد أكبر التحالفات في العالم
رغم الانتقادات، فإن احتمال اندماج نيسان وهوندا سيؤدي إلى إنشاء واحدة من أكبر الشركات في صناعة السيارات العالمية. وتعمل الشركتان بالفعل معًا منذ أشهر، بعد توقيعهما مذكرة تفاهم في أغسطس الماضي لاستكشاف مشاريع مستقبلية. لكن غصن يرى أن تحقيق الاندماج الكامل سيكون مهمة شاقة.
وأضاف: “هوندا منظمة هندسية قوية جدًا، ونيسان أيضًا تفتخر بقدراتها الهندسية. التحدي الكبير سيكون في تحديد التقنيات التي سيتم تبنيها من قبل الشركة الجديدة، إذا تم الاندماج، أو من قبل التحالف الجديد. يمكنني القول إن هذه المعركة ستكون صعبة للغاية”.
خلفية غصن ودوره في نيسان
قاد كارلوس غصن شركة نيسان لمدة 16 عامًا وكان يعتبر من أنجح الرؤساء التنفيذيين في تاريخها. لكن العلاقة بينه وبين الشركة انتهت بمشاكل قانونية كبرى، حيث كان يواجه اتهامات بجرائم مالية قبل أن يفرّ من اليابان بطريقة جريئة تشبه أفلام هوليوود.