كشفت دراسة حديثة أجرتها منظمة AAA للسلامة المرورية عن تفاقم السلوكيات غير الآمنة بين السائقين في الفترة الأخيرة، حيث أقرّ العديد منهم بممارسات خطرة أثناء قيادة السيارات ، مثل تجاوز السرعات القانونية، استخدام الهواتف المحمولة، وعدم الالتزام بقوانين المرور، مما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات الحوادث والوفيات على الطرق.
السرعة الزائدة ..تهديد مستمر لسلامة الطرق
اعترف ما يقرب من نصف المشاركين في الدراسة، بنسبة 48%، أنهم تجاوزوا الحد الأقصى للسرعة بمقدار 24 كيلومترًا في الساعة أو أكثر أثناء القيادة على الطرق السريعة خلال الثلاثين يومًا الماضية، بينما أقرّ 36% منهم بأنهم تجاوزوا السرعة بمقدار 16 كيلومترًا في الساعة أو أكثر في الشوارع السكنية. كما اعترف 27% بأنهم تخطوا إشارات المرور الضوئية الحمراء، وهو انتهاك جسيم قد يؤدي إلى حوادث خطيرة. وأشار 12.4% من المشاركين إلى أنهم قادوا سياراتهم دون استخدام حزام الأمان، وهو تصرف يزيد من مخاطر الإصابات القاتلة في حال وقوع الحوادث.
التصورات حول خطورة السلوكيات
طُلب من المشاركين في الدراسة تقييم مدى خطورة هذه السلوكيات التي أبلغوا عنها، حيث وصف 48.6% تجاوز السرعة بمقدار 24 كيلومترًا في الساعة أو أكثر على الطرق السريعة بأنه “خطر جدًا”. أما السرعة الزائدة في الشوارع السكنية، فقد اعتبرها 61% من المشاركين تهديدًا كبيرًا لسلامة السكان والمشاة. بالنسبة لتخطي الإشارات الضوئية الحمراء، قال 80% إنه يشكّل خطورة بالغة، بينما رأى 75.9% أن عدم استخدام حزام الأمان يزيد من احتمالية التعرض لإصابات خطيرة أو الوفاة في حالة وقوع حادث.
السلوكيات المرتبطة باستخدام الهواتف المحمولة
تطرقت الدراسة إلى ظاهرة استخدام الهواتف المحمولة أثناء القيادة، حيث كشفت النتائج أن 35.5% من السائقين أقروا بأنهم أجروا مكالمات هاتفية أثناء القيادة خلال الشهر الماضي، في حين قال 37% إنهم قرأوا رسائل نصية أو بريدًا إلكترونيًا أثناء القيادة. واعترف 26.7% بأنهم أرسلوا رسائل نصية أو بريدًا إلكترونيًا يدويًا أثناء قيادتهم. وعلى الرغم من هذه الأرقام المقلقة، قال ما يقرب من 60% إنهم استخدموا تقنيات الاتصال اللاسلكي مثل Apple CarPlay أثناء القيادة، وهو ما يعتبر أقل خطرًا نسبيًا. وأظهرت الدراسة أيضًا أن السائقين الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و24 عامًا هم الأكثر استخدامًا للهواتف المحمولة أثناء القيادة، ما يجعلهم الفئة الأكثر عرضة للتشتت.
التعب وتأثيره على القيادة الآمنة
إلى جانب السرعة والتشتت، أظهرت الدراسة أن التعب يشكل تهديدًا كبيرًا على سلامة القيادة. أقرّ ما يقرب من 20% من السائقين بأنهم قادوا سياراتهم وهم في حالة من التعب الشديد لدرجة أنهم لم يتمكنوا من إبقاء أعينهم مفتوحة أثناء القيادة، مما يزيد من احتمالية وقوع حوادث خطيرة.
القيادة تحت تأثير المواد
رغم انخفاض نسبة السائقين الذين أقروا بالقيادة تحت تأثير الكحول، إلا أن الدراسة أظهرت أن 7.4% اعترفوا بشرب كميات من الكحول قد تجعلهم يتجاوزون الحد القانوني المسموح به أثناء القيادة. كما اعترف 5% من السائقين بأنهم قادوا سياراتهم بعد تدخين الماريجوانا خلال ساعة واحدة من استهلاكها، مما يعكس تحديًا إضافيًا في الحفاظ على سلامة الطرق.
دروس وتوصيات
تعكس نتائج هذه الدراسة واقعًا مقلقًا يتطلب تدخلًا عاجلًا لتعزيز الوعي حول مخاطر هذه السلوكيات وتعزيز الالتزام بقوانين المرور. تشكل السرعة، التشتت، التعب، والقيادة تحت تأثير المواد تحديات كبيرة أمام جهود تحقيق طرق أكثر أمانًا.