في السنوات الثلاث الماضية، شهد الحماس تجاه السيارات الكهربائية تراجعًا ملحوظًا. بدأت بعض الدول بإعادة النظر في قرارات حظر محركات الاحتراق الداخلي، وعاد بعض ملاك السيارات الكهربائية إلى استخدام الوقود التقليدي. حتى الشركات الكبرى مثل جنرال موتورز General Motors وفورد Ford أعادت توجيه استثماراتها نحو السيارات الهجينة والهجينة القابلة للشحن، ومؤخرًا الهيدروجين .
هذا التراجع يثير قلقًا كبيرًا بشأن الانبعاثات الكربونية. وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA هناك فرصة بنسبة 60% أن يكون عام 2025 الأكثر حرارة في التاريخ.
هل يمكن أن يكون الهيدروجين هو الحل؟
على الرغم من أن الهيدروجين لم يحظَ بشعبية كبيرة تاريخيًا، إلا أنه، مثل الكهرباء، يمتلك تاريخًا طويلًا كوقود للمركبات. في عام 1860، طور المخترع البلجيكي إتيان لينوار Etienne Lenoir أول مركبة تعمل بالهيدروجين، أطلق عليها اسم هيبوموبايل Hippomobile .
في السبعينيات، ظهرت المخاوف البيئية كمحفز لتجربة التكنولوجيا الهيدروجينية من قبل الشركات المصنعة للسيارات. وفي الثمانينيات، تم استخدامها للأغراض العسكرية. لكن في التسعينيات، تراجع الاهتمام بالهيدروجين ليصبح شبه معدوم بحلول أوائل الألفية.
في عام 2008، وبضغط طفيف من الحكومة اليابانية، طورت شركتا هوندا Honda وتويوتا Toyota أولى سيارات الهيدروجين الحديثة للمستهلكين، وهي طرازات Clarity وFCHV . واليوم، لا تزال هاتان الشركتان تؤمنان بهذه التكنولوجيا، بينما تدخل شركات مثل هيونداي Hyundai وجنرال موتورز General Motors وحتى فيراري Ferrari في هذا المجال.
التحديات أمام الهيدروجين
على الرغم من الإمكانيات الكبيرة للهيدروجين، إلا أن التوسع في استخدامه على نطاق واسع يتطلب استثمارات ضخمة وتطويرًا شاملاً للبنية التحتية. على سبيل المثال، تكلفة إنتاج الهيدروجين مرتفعة للغاية، تصل إلى 12 دولارًا للكيلوجرام، مقارنة بـ1.7 دولار للوقود الأحفوري و8 دولارات للطاقة المتجددة.
كما أن بناء محطات التزود بالهيدروجين مكلف أيضًا، حيث تبلغ تكلفة المحطة الواحدة 6.5 مليون دولار، مقارنة بـ110 ألف دولار لمحطة شحن السيارات الكهربائية.
جهود الشركات والحكومات
على الرغم من التحديات، بدأت شركات مثل هوندا Honda وجنرال موتورز General Motors بالاستثمار في الهيدروجين كحل مستقبلي للنقل. أطلقت هوندا شاحنة هيدروجينية جديدة من الفئة الثامنة بمدى يصل إلى 645 كم، بهدف التركيز على الاستخدامات التجارية للهيدروجين.
وفقًا لـكريس مارتن Chris Martin ، رئيس العلاقات العامة التقنية في هوندا: “الهدف الأساسي هو تطوير اقتصاد الهيدروجين. بمجرد تحقيق ذلك على المستوى الصناعي، يمكن إنتاج سيارات تعمل بخلايا الوقود بكميات كبيرة وبأسعار معقولة للمستهلكين”.
التحولات المستقبلية
رغم التحديات، فإن المزايا التي يقدمها الهيدروجين تجعله خيارًا مغريًا، وقت التزود بالوقود يعادل السيارات التقليدية، حوالي 5 دقائق، انعدام الانبعاثات الكربونية، حيث ينتج فقط بخار الماء.
مقاومة الظروف الجوية القاسية، كما أثبتت تجارب شركة BMW مع طرازها الهيدروجيني iX5.