تواصل هوندا موتور Honda Motor، الرائدة عالميًا في صناعة الدراجات النارية، رسم ملامح مستقبلها من خلال استراتيجية طموحة تركز على التوسع في الأسواق، الابتكار في المنتجات، وتعزيز التحول نحو الطاقة الكهربائية. وتسعى الشركة إلى ترسيخ هيمنتها العالمية عبر زيادة حصتها السوقية، وتوسيع مبيعاتها في المناطق الرئيسية، وتحقيق إنجاز تاريخي يتمثل في الوصول إلى 500 مليون دراجة نارية مباعة بحلول عام 2025.
هيمنة هوندا على سوق الدراجات النارية العالمية
في السنة المالية التي تنتهي في 31 مارس 2025، تسير هوندا نحو تحقيق مبيعات تبلغ 20.2 مليون وحدة، ما يعادل حصة سوقية عالمية تقدر بـ 40%. وتظل آسيا السوق الأبرز للشركة، حيث تساهم بنسبة 85% من إجمالي المبيعات 17.17 مليون وحدة، مع كون الهند، إندونيسيا، تايلاند، وفيتنام الأسواق الأكثر تأثيرًا. أما اليابان، أوروبا، والولايات المتحدة، فتشكل 6% من المبيعات 1.2 مليون وحدة، واللافت أن هوندا سجلت في عام 2024 أرقامًا قياسية للمبيعات في 37 دولة وإقليمًا حول العالم.
التوسع في أسواق الجنوب العالمي
مع توقعات بارتفاع مبيعات الدراجات النارية عالميًا من 50 مليون إلى 60 مليون وحدة بحلول عام 2030، تركز هوندا على تعزيز وجودها في الأسواق الناشئة، وخاصة في الهند، إندونيسيا، الفلبين، البرازيل، وبقية دول أمريكا اللاتينية.
التوسع في جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا
تتوقع هوندا زيادة الطلب في الهند، باكستان، بنغلاديش، ودول رابطة آسيان ASEAN، مدعومة بنمو الطبقة العاملة وزيادة الدخل الفردي. وتعمل الشركة على تعزيز شبكات البيع والخدمات لضمان توسع أقوى في هذه الأسواق الواعدة.
الهيمنة على سوق الدراجات الترفيهية في أوروبا
في أوروبا، حيث تهيمن الدراجات الكبيرة المخصصة للقيادة الترفيهية، تواصل هوندا تعزيز موقعها من خلال طرازات شهيرة مثل، هوندا CB وCBR، هوندا إفريقيا توين Africa Twin، هوندا ريبيل Rebel.
كما ساهمت إعادة إطلاق طرازات كلاسيكية مثل هوندا هورنيت Hornet، وترانسالب Transalp في الحفاظ على الصدارة في أسواق إيطاليا، ألمانيا، فرنسا، إسبانيا، والمملكة المتحدة.
وتستثمر هوندا في تقنيات متقدمة لتحسين تجربة القيادة، بما في ذلك ناقل الحركة المزدوج DCT، ونظام هوندا E-Clutch. كما تعمل على تطوير أول محرك دراجة نارية V3 في العالم مزود بشاحن كهربائي توربيني، مع خطط للإنتاج الضخم.
التحول نحو الحياد الكربوني بحلول 2040
تعمل هوندا على تحقيق الحياد الكربوني في قطاع الدراجات النارية خلال أربعينيات القرن الحالي، من خلال استراتيجية Triple Action to Zero التي تركز على، الحد من الانبعاثات الكربونية، الاعتماد على الطاقة النظيفة، تعزيز إعادة تدوير الموارد.
الكهربة والبنية التحتية للبطاريات
تهدف هوندا إلى بيع 4 ملايين دراجة كهربائية سنويًا بحلول عام 2030، مع إطلاق 30 طرازًا كهربائيًا جديدًا. حتى عام 2024، تم طرح 13 طرازًا كهربائيًا بالفعل، ومن أحدث التطورات، الإطلاق العالمي للطرازات الكهربائية: في أكتوبر 2024، كشفت هوندا عن CUV e وICON e في إندونيسيا، مع خطط للتوسع إلى 20 دولة، بما فيها اليابان وأوروبا، طرازات كهربائية مخصصة للهند في نوفمبر 2024، تم الكشف عن هوندا أكتيفا e: وQC1، وكلاهما يعمل ببطاريات Honda Mobile Power Pack e.
و في معرض EICMA 2024، عرضت هوندا EV Fun Concept وهو نموذج رياضي كهربائي وEV Urban Concept تمثل رؤية للتنقل الحضري.
توسيع البنية التحتية للشحن
تعزيزًا للتحول الكهربائي، تعمل هوندا على إنشاء شبكة متطورة لشحن وتبديل البطاريات. من خلال شركة Honda Power Pack Energy India -HEID أطلقت الشركة خدمات Honda e:Swap في بنغالور، دلهي، ومومباي، بهدف القضاء على مشكلة قلق المدى الكهربائي.
خفض تكلفة امتلاك الدراجات الكهربائية
إحدى العقبات الرئيسية أمام اعتماد المركبات الكهربائية هي التكلفة الإجمالية للملكية TCO. لمواجهة ذلك، تعتزم هوندا بناء مصنع مخصص للدراجات الكهربائية في الهند بحلول عام 2028، يعتمد على الإنتاج المعياري لخفض التكاليف وزيادة الكفاءة. كما تتعاون الشركة مع مصنعي البطاريات لضمان إمدادات مستقرة وتطوير البطاريات محليًا.
إعادة تدوير البطاريات واستخدامها في مشاريع الطاقة
تلتزم هوندا باستخدام الموارد بشكل مستدام، حيث تعيد تدوير البطاريات المستعملة لاستخدامها في تطبيقات أخرى. في الهند، عقدت شراكة مع OMC Power لاستخدام بطاريات هوندا المتقادمة في إمداد المناطق الريفية بالكهرباء، مما يساعد على تشغيل المدارس والأعمال الصغيرة في المناطق النائية.
الاستدامة والممارسات الصديقة للبيئة
إلى جانب جهودها في التنقل الكهربائي، تعمل هوندا على تقليل بصمتها البيئية عبر عدة مبادرات منها، الاعتماد على الطاقة المتجددة في مصنع هوندا في كوماموتو، اليابان حيث يستخدم ألواح شمسية وبطاريات تخزين الليثيوم أيون بطاقة 9.3 ميجاواط، حماية الغابات، حيث يعمل مصنع هوندا في ماناوس، البرازيل على إدارة غابة محمية بمساحة 1000 هكتار للمساهمة في امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
ايضاً إعادة التدوير، حيث تستخدم هوندا مواد مستدامة مثل البلاستيك الحيوي Durabio وإعادة تدوير المصدات القديمة.
نظرة مستقبلية
بحلول 2030، تسعى هوندا إلى تحقيق حصة سوقية عالمية تبلغ 50%، مما يعزز مكانتها كأكبر صانع للدراجات النارية في العالم.