أعلنت عدة شركات تابعة لمجموعة دونج فينج موتور Dongfeng Motor Corporation، بما في ذلك مجموعة دونج فينج موتور Dongfeng Motor Group، و دونج فينج هوندا Dongfeng Honda، بالإضافة إلى مجموعة الصناعات الجنوبية الصينية CSGC، وهي الشركة الأم لمجموعة شانجان أوتوموبيل Changan Motors، أنها تجري مناقشات مع مؤسسات مملوكة للدولة بشأن إعادة هيكلة استراتيجية.
إعادة الهيكلة دون تغييرالملكية
رغم هذه التطورات، أكدت الشركات المعنية أن عملية إعادة الهيكلة لن تؤدي إلى تغيير في الملكية، رغم احتمال تغيير بعض المساهمين المسيطرين. وسيظل المساهم المسيطر النهائي هو لجنة الإشراف على الأصول المملوكة للدولة وإدارتها بمجلس الدولة SASAC، وهي الهيئة الحكومية المسؤولة عن الإشراف على الشركات المملوكة للدولة.
تكهنات حول الاندماج وتحديات التنفيذ
أثار هذا الإعلان تكهنات واسعة داخل قطاع السيارات، خاصةً أن التوقيت المتزامن لهذه التصريحات من اثنين من أكبر مصنعي السيارات المملوكين للدولة يشير إلى إمكانية وجود اندماج محتمل بين دونج فينج وشانجان. وإذا تحقق ذلك، فمن المتوقع أن تتجاوز مبيعات الكيان المشترك 4.5 مليون سيارة سنويًا، ما يجعله يتفوق على BYD من حيث حجم المبيعات.
تتماشى هذه الخطوة مع استراتيجية SASAC لعام 2024، التي تهدف إلى تقليل المنافسة الداخلية بين الشركات الحكومية وتعزيز التخصص من خلال تركيز كل شركة على قطاعات محددة. ومع ذلك، فإن تنفيذ عملية اندماج شامل قد يواجه عدة عقبات، من بينها، الاختلاف في الهياكل الإدارية، تعمل دونج فينج كشركة مستقلة مملوكة للدولة، بينما تخضع شانجان لسيطرة CSGC، وهي شركة متخصصة في التصنيع العسكري والإلكترونيات.
إعادة هيكلة معقدة
يشمل الاندماج المحتمل إعادة تنظيم الاستثمارات والشركات التابعة لكلتا المؤسستين، مما قد يتطلب إعادة توزيع الموارد وإعادة هيكلة رأس المال.
تنافس داخلي بين العلامات التجارية
لدى دونج فينج وشانجان تاريخ طويل في السوق، مع العديد من الطرازات المتداخلة في نطاقات الأسعار المختلفة. قد يؤدي اندماجهما إلى تآكل العلامات التجارية بدلًا من تعزيزها.
توحيد الهيكل الإداري
يحتاج أي اندماج إلى دمج فرق الإدارة وإعادة توزيع المهام، مما قد يزيد من تعقيد العملية.
هل يكون نموذج التحالف هو الحل؟
نظرًا لهذه التحديات، يرى محللون أن الاندماج الكامل ليس بالضرورة الهدف النهائي، بل قد يكون التركيز على نموذج التحالف الاستراتيجي، بحيث تحتفظ كل شركة باستقلاليتها، لكنها تتعاون في مجالات مثل البحث والتطوير، وسلاسل التوريد، والتوسع الدولي. يمكن مقارنة ذلك بـتحالف رينو-نيسان-ميتسوبيشي Renault-Nissan-Mitsubishi Alliance، الذي سمح للشركات بخفض التكاليف مع الحفاظ على هوية كل علامة تجارية.
أداء دونج فينج وشانجان في 2024
شانجان أوتوموبيل Changan Auto
استهدفت شانجان مبيعات 2.8 مليون سيارة في 2024، لكنها أنهت العام عند 2.68 مليون وحدة، محققة نموًا بنسبة 14.79% على أساس سنوي، حددت الشركة هدفًا طموحًا لعام 2025، وهو بيع 3 ملايين سيارة، بزيادة 12% عن العام السابق، مع استهداف مبيعات مليون سيارة كهربائية، مليون سيارة مخصصة للتصدير.
دونج فينج موتور Dongfeng Motor Group
حددت دونج فينج هدفًا لمبيعات 3.2 مليون سيارة لعام 2024، لكنها لم تتمكن سوى من بيع 1.89 مليون وحدة، بتراجع 9.2% مقارنة بعام 2023، تستهدف الشركة في 2025 تحقيق مبيعات 3 ملايين وحدة، مع طموح يصل إلى 3.2 مليون، متضمنة أكثر من مليون سيارة كهربائية، وتجاوز الصادرات حاجز 500 ألف سيارة.
وتعاني دونج فينج بشكل خاص في مشاريعها المشتركة، حيث انخفضت مبيعات دونج فينج نيسان Dongfeng Nissan بنسبة 12.7%، بينما تراجعت مبيعات دونج فينج هوندا Dongfeng Honda بنسبة 29.2%.
في المقابل، كان الأداء الأفضل من نصيب العلامات التجارية المحلية المملوكة لدونج فينج ، حيث حققت سياراتها الكهربائية نموًا ملحوظًا، وعلى رأسها طراز دونج فينج Dongfeng M-Hero 917.
ما تأثير إعادة الهيكلة على مستقبل الشركات الحكومية؟
في حين أن إعادة الهيكلة لن تؤثر بشكل فوري على العمليات التشغيلية، إلا أنها تعكس توجهًا حكوميًا أوسع لتحسين كفاءة الشركات المملوكة للدولة. تواجه هذه الشركات ضغوطًا متزايدة في ظل المنافسة الشرسة من الشركات الخاصة مثل BYD، وتحالف هارموني إنتليجنت موبيليتي Harmony Intelligent Mobility Alliance – HIMA الذي تقوده هواوي Huawei.
هل يكون التحالف بين دونج فينج وشانجان خطوة نحو المنافسة العالمية؟
مع تزايد المنافسة في سوق السيارات الكهربائية، أصبحت الشركات الحكومية بحاجة إلى تعزيز قدراتها التكنولوجية والتوسع في الأسواق الخارجية. إذا نجحت دونج فينج وشانجان في بناء تحالف استراتيجي فعال، فقد تتمكنان من تحقيق التكامل وتقليل التكاليف، وتعزيز قدرتهما على منافسة الكيانات الخاصة عالميًا.