بعد أكثر من عقد من التطوير، لا تزال السيارات ذاتية القيادة Self-Driving Cars تمثل تحديًا كبيرًا حتى لأكبر شركات التكنولوجيا وصناعة السيارات، مثل آبل Apple وجنرال موتورز General Motors وجوجل Google، التي استثمرت مليارات الدولارات في هذا المجال. وعلى الرغم من هذه الاستثمارات الضخمة، قررت آبل وجنرال موتورز إلغاء مشاريعهما للسيارات ذاتية القيادة في 2024، بعد أن سبقهما كل من فورد Ford وفولكس فاجن Volkswagen في 2022.
هل انتهى حلم السيارات ذاتية القيادة؟
قد يبدو انسحاب هذه الشركات الكبرى مؤشرًا على مستقبل قاتم للسيارات ذاتية القيادة، إلا أن بعض الشركات لا تزال مستمرة في تطوير هذه التكنولوجيا. شركة وايمو Waymo، التابعة لـجوجل، تقدم بالفعل خدمات روبوتاكسي Robotaxi في عدة مدن أمريكية، منها أوستن ولوس أنجلوس وفينيكس وسان فرانسيسكو. ورغم أن سيارات وايمو مزودة بعجلة قيادة، إلا أنها تعمل دون سائق، مما يمنح لمحة عن مستقبل التنقل الذاتي الكامل.
هل تصبح تسلا أول شركة توفر تقنية القيادة الذاتية للجميع؟
يواصل إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا Tesla، الترويج لتقنيات القيادة الذاتية الكاملة Full Self-Driving – FSD في سياراته الكهربائية. ويؤكد أن نظام الطيار الآلي Autopilot يمكنه التعامل مع معظم مهام القيادة، لكنه يعترف أيضًا بأن خدمة روبوتاكسي الخاصة بـتسلا لن تكون جاهزة قبل أواخر 2026، ومن المحتمل أن تستغرق سنوات حتى يتم إطلاقها بالكامل.
إلى متى علينا الانتظار قبل أن تصبح السيارات ذاتية القيادة واقعًا؟
حتى الآن، لا تقدم وايمو إطارًا زمنيًا دقيقًا لطرح تقنية القيادة الذاتية في جميع المدن الأمريكية الكبرى. شركة وايف Wayve، التي تتخذ من لندن مقرًا لها وتتعاون مع أوبر Uber، تتبع النهج نفسه، حيث لا تقدم جدولًا زمنيًا واضحًا عن موعد انتشار سيارات ذاتية القيادة بالكامل على نطاق عالمي.
بناءً على وتيرة التقدم الحالية في شركات التكنولوجيا مثل وايمو وشركات السيارات مثل تسلا، يبدو أن هذه التقنية لن تكون متاحة على نطاق واسع قبل عام 2030 على الأقل. ومع ذلك، فإن النموذج الاقتصادي المربح للقيادة الذاتية سيظل دافعًا رئيسيًا لتطوير هذه التكنولوجيا، كما أن التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي ستساعد في تحسين الخوارزميات البرمجية اللازمة لإتقان القيادة الذاتية خلال السنوات القادمة.
لماذا يستغرق تطوير السيارات ذاتية القيادة وقتًا طويلًا؟
تواجه هذه التكنولوجيا العديد من التحديات، أبرزها، التعامل مع جميع سيناريوهات القيادة، بما في ذلك الظروف غير المتوقعة على الطريق، التكيف مع الأحوال الجوية المتغيرة، حيث يمكن أن تؤثر الأمطار الغزيرة أو الضباب على أداء الكاميرات والمستشعرات.
ايضاً العوائق التنظيمية والقانونية، حيث يتعين على الشركات الامتثال للأنظمة المحلية قبل اختبار أو تشغيل أسطول من السيارات ذاتية القيادة، مخاوف السلامة، خاصة بعد الحادث الشهير الذي وقع في تمبي، أريزونا، عام 2018، عندما صدمت سيارة ذاتية القيادة تابعة لشركة أوبر أحد المشاة، مما أثار تساؤلات جدية حول أمان هذه التقنية.
هل توجد اليوم سيارات يمكنها القيادة الذاتية بالكامل؟
على الرغم من الضجة الإعلامية حول تقنيات القيادة شبه الذاتية Semi-Autonomous Driving، من المهم التأكيد على أنه لا توجد حاليًا أي سيارة متاحة للشراء يمكنها القيادة الذاتية بالكامل. أقرب تقنية متاحة حاليًا تأتي من مرسيدس-بنز Mercedes-Benz، حيث توفر طرازات S-Class وEQS نظام قيادة ذاتية من المستوى الثالث Level 3 وفقًا لمعيار جمعية مهندسي السيارات SAE.
يُطلق على هذه التقنية اسم “درايف بايلوت” Drive Pilot، وهي تعمل فقط على الطرق السريعة، وخلال النهار وبسرعات منخفضة. وعندما تكون مفعلة، تعتبر السيارة هي المسؤولة عن القيادة وليس السائق.
إلى جانب مرسيدس-بنز، تقدم شركات مثل جنرال موتورز وفورد تقنيات قيادة متقدمة مثل “سوبر كروز” Super Cruise و بلو كروز BlueCruise، والتي تتيح القيادة بدون استخدام اليدين على الطرق السريعة من خلال دمج تقنيات الليدار Lidar مع التحكم التكيفي في السرعة، ونظام الحفاظ على المسار، ومستشعرات الفرملة التلقائية للطوارئ.