شهدت تصفيات جائزة إميليا رومانيا الكبرى Emilia-Romagna Grand Prix للـ فورمولا-1 التي أُقيمت على حلبة إيمولا الإيطالية يوم السبت 18 مايو، أحداثًا دراماتيكية أسفرت عن تصدر النجم الأسترالي أوسكار بياستري – Oscar Piastri سائق فريق مكلارين للترتيب النهائي، متفوقًا بفارق ضئيل بلغ 0.034 ثانية فقط على الهولندي ماكس فيرستابن – Max Verstappen سائق ريد بُل، رغم تعرضه لازدحام مروري في المنعطفات الأخيرة من لفته الحاسمة.
فيما أخفق كل من فيرستابن وزميل بياستري في مكلارين، البريطاني لاندو نوريس – Lando Norris، في تحسين أزمنتهم في اللفة الأخيرة من التصفيات. وتمكن سائق مرسيدس، البريطاني جورج راسل – George Russell، من تجاوز نوريس وخطف المركز الثالث، بينما تراجع الأخير للمركز الرابع.
تألق مفاجئ لأستون مارتن وخيبة أمل في معقل فيراري
جاءت المفاجأة الأكبر في التصفيات من فريق أستون مارتن – Aston Martin الذي قدّم أفضل أداء له هذا الموسم، حيث حقق الإسباني فرناندو ألونسو – Fernando Alonso المركز الخامس، بينما حل زميله الكندي لانس سترول – Lance Stroll في المركز الثامن. وعلى النقيض، فشل فريق فيراري – Ferrari في إيصال أي من سيارتيه إلى القسم الثالث من التصفيات، حيث اكتفى شارل لوكلير – Charles Leclerc ولويس هاميلتون – Lewis Hamilton بالمركزين الحادي عشر والثاني عشر تواليًا.
أما السائق الإيطالي الشاب كيمي أنتونيللي – Kimi Antonelli صاحب الـ18 عامًا، الذي يخوض موسمه الأول مع مرسيدس، فأنهى التصفيات في المركز الثالث عشر، في ظهور مخيّب أمام جماهيره.
حوادث خطيرة وتعليق الجلسات مرتين
شهدت التصفيات تعليقين بالعلم الأحمر، أولاهما بسبب حادث عنيف للغاية لسائق ريد بُل الياباني يوكي تسونودا – Yuki Tsunoda، الذي فقد السيطرة على سيارته عند دخول منعطف “فيلنوف” لتطير سيارته في الهواء بعد اصطدامها بالحواجز، وتنفجر في الهواء قبل أن تستقر مقلوبة على الأرض، لكنها عادت لوضعها الطبيعي عند الهبوط. ورغم شدة الحادث، خرج تسونودا سالمًا دون إصابات، وصرّح لاحقًا واصفًا الحادث بأنه “غبي للغاية” بسبب محاولته الضغط دون داعٍ في ظل تغييرات كبيرة في إعدادات السيارة بعد حصة تجارب حرة صعبة.

كما اصطدم السائق الأرجنتيني فرانكو كولابينتو – Franco Colapinto، في أول ظهور له مع فريق ألبين، بالحواجز عند مخرج منعطف “تامبوريلو”، بعد انزلاقه على العشب وخروجه عن السيطرة، لكنه أيضًا لم يصب بأذى.
صراع محتدم على الصدارة ومفاجآت في الإطارات
في القسم الثالث والأخير من التصفيات، بدت المنافسة على الصدارة محصورة بين ثنائي مكلارين وفيرستابن، الذي سجل التوقيت الأسرع في الجولة الأولى. ولكن في الجولة النهائية، ورغم الازدحام عند المنعطفات الأخيرة، كان أداء بياستري في القطاعين الأول والثاني كافيًا لحجز مركز الانطلاق الأول، في حين لم يتمكن فيرستابن من تحسين وقته إلا بفارق 0.07 ثانية عن نفسه، ليكتفي بالمركز الثاني.
في المقابل، فشل نوريس في التقدم، ونجح جورج راسل في تجاوزه مستخدمًا الإطارات المتوسطة، وهي الاستراتيجية التي اعتمد عليها فريق أستون مارتن أيضًا. أما بياستري فقال: “كانت جلسة صعبة مع كثرة الأعلام الحمراء والإطارات الغريبة، الفريق قام بعمل رائع لضبط السيارة، ورغم وجود أربع سيارات أمامي في المنعطف الأخير، إلا أن الأداء كان كافياً.
وعلّق فيرستابن قائلًا: “الأمور كانت تسير جيدًا، لكن الإطارات الناعمة جدًا لم تصمد طوال اللفة، بينما نجح جورج في استخدام المتوسطة بشكل ممتاز”. أما نوريس، فقال: “ببساطة لم أكن سريعًا بما فيه الكفاية، لم أقدّم أداءً جيدًا في Q3 هذا العام، وهذا تكرار لما حدث في السباقات السابقة”.
ترقية تقنية لأستون مارتن ومشاعر مختلطة لهاميلتون
قدّم فريق أستون مارتن نسخة مطوّرة من سيارته مزودة بأرضية جديدة وغطاء محرك مستوحى من أفكار المصمم الأسطوري أدريان نيوي – Adrian Newey، الذي انضم للفريق في مارس الماضي كمستشار تقني. وأظهرت التحديثات فاعليتها بوضوح، خصوصًا بعد استخدام الإطارات المتوسطة لتحقيق نتائج جيدة رغم نقص عددها في القسم الثالث.
ألونسو قال: “النتيجة أفضل من المتوقع، دخول السيارتين إلى Q3 شعور جيد، والسيارة كانت تنافسية”. أما فيراري، فقد فشل في تسخين إطاراته بشكل صحيح خلال القسم الثاني من التصفيات، وهو ما أشار إليه لويس هاميلتون قائلاً: “قمنا بتعديلات رائعة خلال نهاية الأسبوع، لكن للأسف لم نتمكن من تفعيل الإطارات بالشكل المناسب، الأمر نفسه حدث مع شارل”.
جدل حول حذف زمن أوليفر بيرمان
أثارت تصفيات القسم الأول جدلًا واسعًا بعد أن تم حذف زمن السائق البريطاني أوليفر بيرمان – Oliver Bearman من فريق هاس، بسبب تجاوزه خط النهاية بعد رفع العلم الأحمر لحادث كولابينتو. وأجّلت إدارة السباق انطلاق القسم الثاني من التصفيات للتحقق من اللقطة، لكنها أيدت القرار، موضحةً أن بيرمان اجتاز الخط بعد 3.3 ثوانٍ من رفع العلم الأحمر.
بيرمان علّق على القرار قائلًا: “لم ألاحظ وجود الضوء الأحمر في شاشة القيادة إلا بعد عبور خط النهاية، وبعد مشاهدة التسجيل الخارجي، بدا واضحًا أن العلم لم يكن ظاهرًا عند عبوري، وأعتقد أن القرار مجحف للغاية. من المؤسف أنهم لا يعيدون النظر حتى لو اتضح أنهم ارتكبوا خطأ”.