مع دخول فصل الصيف و ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قد تتجاوز أحيانًا 45 درجة مئوية، يزداد استهلاك السيارات للـ وقود بشكل ملحوظ، خاصة في المدن المزدحمة ومع استخدام أجهزة التكييف بكثافة. هذا الواقع يفرض تحديًا حقيقيًا على السائقين، خصوصًا في ظل ارتفاع أسعار الوقود وتكاليف الصيانة. وفي هذا التقرير، نستعرض كيف تؤثر الأجواء الحارة على اقتصاديات تشغيل السيارة، ونقدم نصائح عملية للحفاظ على كفاءة استهلاك الوقود خلال فصول الصيف الحارة، سواء كنت تقود سيارة بنزين أو ديزل أو حتى هايبرد.
الحرارة تستهلك الوقود ..كيف يؤثر الطقس الحار على أداء المحرك؟
تشير دراسات معتمدة من وكالات متخصصة مثل U.S. Department of Energy إلى أن درجات الحرارة المرتفعة تزيد من العبء على أنظمة التبريد والتكييف، ما يؤدي إلى استهلاك كمية أكبر من الوقود، خاصة في السيارات القديمة أو غير المُصانة جيدًا. فعلى سبيل المثال، قد يؤدي تشغيل جهاز التكييف بكفاءة قصوى عند درجات حرارة تتجاوز 40 درجة إلى استهلاك إضافي يتراوح بين 0.2 إلى 0.5 لتر لكل 100 كيلومتر.
كما أن نوعية الوقود المستخدمة، وضغط الإطارات، وحالة المحرك، تؤثر بشكل مباشر على كفاءة الاستهلاك. في الطقس الحار، تقل كثافة الهواء، مما يؤثر على عملية الاحتراق داخل المحرك، وبالتالي على كفاءته، لا سيما في المحركات ذات السحب الطبيعي Naturally Aspirated Engines.
الصيانة الدورية ..مفتاح الاقتصاد في الاستهلاك
ينصح خبراء الصيانة بضرورة إجراء فحص شامل للمركبة مع بداية الصيف، مع التركيز على نظام التبريد ومستوى زيت المحرك، لأن الزيوت تفقد بعض خصائصها في درجات الحرارة العالية، ما قد يؤدي إلى احتكاك زائد بين الأجزاء الميكانيكية، وبالتالي إلى استهلاك أكثر للوقود.
ويُنصح كذلك باستخدام زيت محرك يتوافق مع درجات الحرارة العالية، وهو ما تنصح به علامات تجارية مثل Toyota – تويوتا، Nissan – نيسان، وHyundai – هيونداي في كتيبات الصيانة الرسمية الخاصة بها في أسواق الخليج ومصر.
ضغط الإطارات ..تفصيلة صغيرة بتأثير كبير
من التفاصيل الحيوية التي يغفلها كثير من السائقين هي ضغط الإطارات، إذ أن انخفاض الضغط بنسبة 10% فقط يمكن أن يؤدي إلى زيادة في استهلاك الوقود بنسبة تصل إلى 2%، وفقًا لتقارير Michelin – ميشلان وBridgestone – بريدجستون. لذلك، يجب فحص ضغط الإطارات أسبوعيًا خلال فصل الصيف، حيث يتغير الضغط الداخلي للإطار بتغير درجة حرارة الهواء المحيط.
تجنب التسارع المفاجئ والقيادة الهادئة هي الحل
القيادة بسلاسة وتجنب التسارع المفاجئ أو الكبح القوي يساهم بشكل مباشر في تقليل استهلاك الوقود. وتؤكد بيانات رسمية من Volkswagen – فولكس فاجن وBMW أن أسلوب القيادة “الناعم” يمكن أن يقلل الاستهلاك بنسبة تصل إلى 15% في ظروف الحرارة المرتفعة، خصوصًا في القيادة داخل المدن.
لا تشغل المحرك أثناء التوقف… وخطط لرحلتك
في الأجواء الحارة، يترك الكثير من السائقين محركات سياراتهم تعمل أثناء التوقف بهدف تشغيل المكيّف، خصوصًا عند انتظار شخص أو الوقوف أمام أحد المحلات، وهو ما يعد من أكثر العادات استنزافًا للوقود. فبحسب دراسة من American Automobile Association – AAA، يمكن أن يستهلك المحرك حتى نصف لتر من الوقود في الساعة الواحدة أثناء التوقف دون حركة.
كما أن التخطيط الجيد للرحلة، واختيار توقيتات القيادة المناسبة مثل القيادة صباحًا أو بعد غروب الشمس يمكن أن يقلل من استهلاك الوقود بسبب تخفيف الضغط على أنظمة التبريد والمكيّف.
استخدام التكييف باعتدال ..أو فتح النوافذ
تشغيل المكيف على أعلى درجة مع توجيه الهواء لأعلى يستهلك وقودًا إضافيًا، لذا يُفضل ضبط درجة الحرارة على 24 إلى 26 درجة مئوية، والاعتماد على تدوير الهواء الداخلي Recirculation Mode بدلاً من سحب الهواء الساخن من الخارج. أما فتح النوافذ، فيُنصح به فقط عند السير بسرعات منخفضة أقل من 60 كم/س، لأن فتحها على الطرق السريعة يسبب مقاومة هوائية تؤدي إلى استهلاك أكبر للوقود.
تجنب الحمولات الزائدة وإزالة الحوامل غير المستخدمة
كلما زاد وزن السيارة، زاد استهلاك الوقود. إذ تؤكد بيانات Ford – فورد وChevrolet – شيفروليه أن زيادة الحمولة بمقدار 100 كجم يمكن أن يؤدي إلى زيادة الاستهلاك بنسبة تصل إلى 5%. كما أن الحوامل السقفية Roof Racks أو الصناديق الهوائية غير المستخدمة تُزيد من مقاومة الهواء، وبالتالي من الاستهلاك.
السيارات الهجينة والكهربائية ..هل تختلف القواعد؟
حتى في السيارات الهجينة Hybrid Cars، تؤثر الأجواء الحارة على أداء البطاريات والمحركات الكهربائية، حيث يتم الاعتماد أكثر على المحرك التقليدي لتشغيل أجهزة التكييف، مما يقلل من الكفاءة الإجمالية. لذا تنطبق نفس النصائح تقريبًا، مع التأكيد على أهمية إبقاء البطاريات في درجات حرارة مناسبة وتجنب شحنها أثناء الظهيرة مباشرة في الأماكن غير المظللة.