تربعت شركة BYD الصينية على قمة “مؤشر الاستعداد للمستقبل 2025″، متفوقة على منافستها الأمريكية تسلا Tesla، في تصنيف يعد أحد أبرز المؤشرات العالمية لقياس قدرة الشركات على التكيف مع التغيرات الخارجية والابتكار في بيئات شديدة التقلب.
صدر هذا المؤشر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية IMD، ومقره لوزان، سويسرا، حيث يقيّم الشركات بناءً على مجموعة من المعايير تشمل الابتكار، والمرونة التنظيمية، والقدرة على استشراف المستقبل، والانخراط الفعّال مع العملاء. وقد شمل التقرير هذا العام 21 شركة سيارات، إلى جانب شركات من قطاعات أخرى مثل التمويل والسلع الاستهلاكية.
التحول الكبير في صناعة السيارات
يشير التقرير إلى أن قطاع السيارات يمر بمرحلة تحول غير مسبوقة، تقودها التطورات في تقنيات السيارات الكهربائية Evs، واعتماد البرمجيات المتقدمة، والاتجاه المتسارع نحو القيادة الذاتية، إلى جانب التحديات الجيوسياسية التي تعيد رسم خارطة التصنيع العالمي.
في هذا السياق، جاءت بي.واي.دي على رأس القائمة، متقدمة على تسلا وشركتي جيلي Geely ولي أوتو Li Auto، واللتين تحتلان معًا مراكز متقدمة في السباق نحو المستقبل.
وقال هوارد يو Howard Yu، أستاذ الإدارة والابتكار ومدير مركز الاستعداد للمستقبل Future Readiness Center في المعهد، إن “أي نجاح يتحقق في هذا المجال لا يأتي من فراغ، بل هو ثمرة عقود من الاستثمار في التكنولوجيا، والبحث والتطوير، والقدرة على التكيف الهيكلي مع الأسواق الجديدة”.
وأضاف يو أن BYD أصبحت مثالًا في قدرتها على دمج تكنولوجيا البطاريات مع عمليات التصنيع الشاملة، ما يمنحها تفوقًا تنافسيًا يصعب تقليده في المدى القريب.
من مصنع محلي إلى لاعب عالمي
يُشار إلى أن BYD بدأت كمصنع صغير للبطاريات في تسعينيات القرن الماضي، لكنها نمت بسرعة لتصبح واحدة من أكبر مصنّعي السيارات الكهربائية في العالم، حيث تمكنت في السنوات الأخيرة من التفوق على تسلا في حجم المبيعات داخل السوق الصينية، أكبر سوق للسيارات الكهربائية في العالم.
وتشير وكالة أنباء الصين الجديدة – شينخوا إلى أن تقدم BYD في المؤشر يعكس تطور الشركات الصينية من مجرد صناع يعتمدون على وفرة اليد العاملة إلى شركات تكنولوجية ذات تفكير استراتيجي عالمي. وقد ساعدها في ذلك تبني نموذج تكاملي يجمع بين إنتاج البطاريات والمحركات الكهربائية، وتطوير البرمجيات الداخلية للسيارات.
التوسع العالمي ومفهوم “التوطين الذكي“
من أبرز أسباب تفوق BYD بحسب المعهد، هو ما سماه يو بـ “جهود التوطين الذكي”، حيث بدأت الشركة في التوسع في الأسواق الغربية بطريقة مدروسة تسمح لها بالاندماج الثقافي والاقتصادي، بحيث لا يُنظر إليها كمجرد علامة تجارية صينية، بل ككيان عالمي يتفهم احتياجات السوق المحلي.
مؤشر الاستعداد للمستقبل
المؤشر الذي يصدره المعهد يُعد مرجعًا مهمًا في أوساط الأعمال وصناعة القرار، ويستند إلى تحليل شامل لعدة أبعاد، من بينها، الابتكار المستدام، المرونة التنظيمية، الجاهزية التكنولوجية، تفاعل الشركة مع العملاء، قدرتها على التعامل مع الاضطرابات المفاجئة.
ولم تقتصر نتائجه على قطاع السيارات فقط، بل شمل كذلك 40 مؤسسة مالية و26 شركة للسلع الاستهلاكية، في محاولة لتقديم قراءة متعددة القطاعات حول من هم القادة الحقيقيون لمستقبل الاقتصاد العالمي.