تمكن السائق البريطاني لاندو نوريس Lando Norris، نجم فريق ماكلارين McLaren للـ فورمولا-1، من تحقيق انتصاره الأول على الإطلاق في جائزة موناكو الكبرى Monaco Grand Prix، بعد أداء استثنائي وسيطرة كاملة على مجريات السباق من الانطلاقة وحتى علم النهاية.
وجاء هذا الفوز ليمنح نوريس انتصاره الثاني في موسم 2025 من بطولة العالم للفورمولا-1، بعد أن تعامل ببراعة مع التحديات الفنية المرتبطة بالقانون الجديد الذي فرض استخدام ثلاث مجموعات مختلفة من الإطارات خلال السباق، وهو قانون تم اعتماده لأول مرة في هذه الجولة بهدف تعزيز عنصر المفاجأة والإثارة الاستراتيجية.
هيمنة منذ الانطلاقة وحتى النهاية
انطلق نوريس من مركز الانطلاق الأول، والذي سجله في التجارب الرسمية يوم السبت الماضي، وهو أول مركز أول له منذ افتتاح الموسم في أستراليا، وتمكن من الحفاظ على صدارته عند المنعطف الأول، في سباق انطلق فيه العشرة الأوائل وفق ترتيب الشبكة دون أي تغييرات تذكر.
وبالرغم من الترقب حول تأثير القاعدة الجديدة، إلا أن السباق مرّ بسلاسة نسبية في مقدمة الترتيب، دون أي اضطرابات جوهرية، خصوصًا بعد أن كانت حادثة السائق جابرييل بورتوليتو Gabriel Bortoleto من فريق ساوبر Sauber في اللفة الأولى هي التدخل الوحيد للسلامة، وجاءت في صورة سيارة أمان افتراضية.
اعتمد الثلاثي المتصدر، نوريس، وسائق فيراري شارل لوكلير Charles Leclerc، وزميل نوريس في ماكلارين أوسكار بياستري Oscar Piastri، على استراتيجية واحدة تضمنت الانطلاق بإطارات متوسطة، ثم استخدام مجموعتين من الإطارات القاسية، لتقسيم السباق إلى ثلاثة مراحل متساوية تقريبًا.
أداء استراتيجي من ماكلارين ومنافسة قوية من فيراري
أنهى لوكلير السباق في المركز الثاني خلف نوريس، فيما جاء بياستري في المركز الثالث بعد أداء قوي وخالٍ من الأخطاء. أما فريق ريد بُل Red Bull، فقد واجه تحديات لوجستية واستراتيجية، إذ اضطر السائق الهولندي ماكس فيرستابن Max Verstappen للانطلاق بخطة معكوسة، باستخدام الإطارات القاسية في البداية، والانتقال إلى الإطارات المتوسطة في النهاية، بعد أن توفرت له مجموعة واحدة فقط من كل نوع.
أجّلت ريد بُل التوقف الأخير لفيرستابن لأطول فترة ممكنة، على أمل حدوث حادث يستدعي العلم الأحمر، ما كان سيسمح له بتغيير المجموعة الثالثة مجانًا والبقاء في الصدارة. وبالفعل، وبعد توقفات منافسيه، وجد فيرستابن نفسه في المقدمة مؤقتًا مع تبقي 28 لفة. لكن الحادث المنتظر لم يحدث، واضطر للتوقف قبل لفة واحدة فقط من النهاية، ما أسفر عن تراجعه إلى المركز الرابع.

لويس هاميلتون خامسًا ونتائج متقلبة في مراكز الوسط
احتل سائق فيراري البريطاني لويس هاميلتون Lewis Hamilton المركز الخامس، بفارق كبير عن المراكز الأربعة الأولى. أما المركز السادس، فكان من نصيب سائق فريق رايسينج بولز Racing Bulls الشاب إيزاك هادجار Isack Hadjar، الذي قدّم أداءً ذكيًا عبر التوقف مرتين في وقت مبكر، لينتقل إلى إطارات قاسية ويكمل السباق حتى النهاية.
جاء سائق هاس Haas الفرنسي إستيبان أوكون Esteban Ocon في المركز السابع، يليه زميل هادجار في رايسينج بولز ليام لوسون Liam Lawson في المركز الثامن. بينما احتل سائق فريق ويليامز Williams أليكس ألبون Alex Albon المركز التاسع، يليه سائق فيراري الإسباني كارلوس ساينز Carlos Sainz في المركز العاشر.
جدل بين ألبون وراسل ومشاكل تقنية لمرسيدس
أثارت تصرفات ألبون استياء صديقه سائق مرسيدس جورج راسل George Russell، الذي اتهمه بالقيادة غير المنتظمة لإبطاء وتيرة السباق لصالحه هو وساينز، بهدف التوقف في الحظائر دون خسارة مراكز. وفي لفة لاحقة، تجاوز راسل ألبون عبر قطع الشيكين، ورفض إعادة المركز، مصرحًا بأنه “سيقبل العقوبة”.
توقّع راسل الحصول على عقوبة زمنية بخمس ثوانٍ، لكنه تلقى عقوبة مرور عبر منطقة الصيانة Drive Through، ما أدى إلى تراجعه للمركز الحادي عشر في نهاية السباق. هذا، إضافة إلى المشكلة الكهربائية التي واجهها في التصفيات، وتركته ينطلق من المركز الرابع عشر، أفسدت عليه فرص تحقيق نتيجة جيدة في سباق موناكو.
انسحابات ونتائج سلبية لبعض الأسماء الكبيرة
تعرض فريق ألبين Alpine لخيبة أمل كبيرة، بعد أن اصطدم سائقه الفرنسي بيير جاسلي Pierre Gasly بمؤخرة سيارة يوكي تسونودا Yuki Tsunoda من فريق رايسينج بولز، ما أدى إلى كسر نظام التعليق الأمامي وانسحابه المبكر من السباق. كما اضطر فرناندو ألونسو Fernando Alonso إلى الانسحاب بعد معاناته من مشكلة في المحرك، لتتواصل نتائجه المخيبة، حيث لم يسجل أي نقطة حتى الآن هذا الموسم وهو أسوأ بداية له منذ موسم 2015 مع ماكلارين-هوندا.
ترتيب البطولة وتقلص الفوارق
بفوزه في سباق موناكو، قلّص نوريس الفارق في صدارة ترتيب السائقين مع زميله أوسكار بياستري إلى ثلاث نقاط فقط، فيما يتراجع فيرستابن إلى المركز الثالث بفارق 22 نقطة عن المتصدر.
السباق التالي
تتواصل منافسات الثلاثية الأوروبية في الفورمولا-1 مع جائزة إسبانيا الكبرى Spanish Grand Prix، التي تُقام نهاية الأسبوع المقبل على حلبة برشلونة Circuit de Barcelona-Catalunya، للمرة الأخيرة قبل انتقال السباق إلى العاصمة مدريد Madrid بدءًا من عام 2026.