في خطوة تُعد من أكثر التحالفات التكنولوجية إثارة في عالم السيارات الكهربائية، أعلنت شركة ريفيان الأمريكية Rivian الناشئة عن تحوّل منصتها الرقمية المتقدمة، والمستخدمة في تطوير سيارتها الكهربائية المرتقبة Rivian R2، إلى الأساس التقني الموحد لكل سيارات مجموعة فولكس فاجن Volkswagen Group الكهربائية المستقبلية، وذلك في إطار الشراكة التي تبلغ قيمتها 5 مليارات دولار بين الشركتين.
هذا الإعلان جاء على لسان المهندس وسيم بن سعيد، رئيس قسم البرمجيات لدى ريفيان، خلال مقابلة صحفية، حيث كشف أن البنية التحتية الرقمية الخاصة بسيارة R2 لن تقتصر على منتجات ريفيان فقط، بل ستمتد لتصبح “العقل الإلكتروني الموحد” لجميع سيارات فولكس فاجن الكهربائية القادمة، بما في ذلك العلامات الفاخرة والرياضية التابعة للمجموعة الألمانية.
منصة R2… من كاليفورنيا إلى فولفسبورج
أوضح بن سعيد أن المنصة الرقمية التي طورتها ريفيان تُعد نموذجًا فريدًا من حيث المرونة والقابلية للتوسع، مشيرًا إلى أنها ستُستخدم كنظام تقني شامل يغطي جميع الطرازات الكهربائية لفولكس فاجن. هذه المنصة ستبدأ أولى خطواتها العملية من خلال سيارة فولكس فاجن الكهربائية ذات السعر المناسب للجميع، المعروفة حاليًا بالاسم المؤقت VW Every1، قبل أن تنتقل لاحقًا إلى باقي الطرازات الكهربائية الجديدة.
وأشار بن سعيد بقوله: “منصة R2 ستكون هي البنية التحتية التي ستعتمد عليها جميع سيارات فولكس فاجن الكهربائية المستقبلية، وهي منصة معيارية وقابلة للتوسعة بدرجة مذهلة، وستُطبق في جميع العلامات التابعة للمجموعة، لكن كل علامة ستظل محافظة على هويتها الخاصة”.
هوية مميزة لكل علامة ضمن بنية موحدة
رغم توحيد البنية التحتية الرقمية، شدد وسيم بن سعيد على أن كل علامة من علامات مجموعة فولكس فاجن ستحتفظ بطابعها التصميمي والتقني المستقل، من خلال واجهات استخدام مختلفة، وضبط تعليق مخصص، وتجربة قيادة تعكس شخصية العلامة. وهذا يشمل علامات مثل أودي Audi، وبورشه Porsche، ولامبورجيني Lamborghini، وسكودا Skoda، وسيات SEAT، والعلامة الأمريكية الجديدة Scout.
ويأتي هذا التطور بعد سلسلة من التحديات التي واجهتها فولكس فاجن في قسمها البرمجي Cariad، ما دفعها إلى البحث عن حلول خارجية، وجاء تحالفها مع ريفيان ليشكل استجابة استراتيجية لاحتياجاتها الرقمية المتزايدة.
ما الذي تعنيه هذه الشراكة لمستقبل صناعة السيارات؟
تُمثل هذه الخطوة نقطة تحول في صناعة السيارات، حيث لم يسبق لعلامة ناشئة مثل ريفيان أن توفر الأساس التكنولوجي لأكبر مجموعة سيارات في أوروبا. وبالاستفادة من المنصة البرمجية الخاصة بـ R2، تتمكن فولكس فاجن من تقليص فجوة التطوير الرقمي، وتحقيق تكامل أكبر في البرمجيات والمكونات، مما يسرّع من عمليات الإنتاج، ويخفض التكاليف، ويرفع من كفاءة التشغيل والأداء.
ومن المنتظر أن تبدأ أولى ثمار هذا التعاون بالظهور خلال الأعوام القليلة المقبلة، حيث ستتمكن مجموعة فولكس فاجن من تقديم سيارات كهربائية تعتمد على منصة ذكية ومترابطة، تم تطويرها بالشراكة مع شركة أمريكية ناشئة استطاعت في وقت قصير أن تُغير قواعد اللعبة.