بعد مرور مئة عام على تأسيسها، تجد كرايسلر Chrysler نفسها أمام مفترق طرق حاسم في تاريخها الممتد، حيث أصبحت العلامة الأمريكية العريقة الأقل نشاطًا بين العلامات الأربع عشرة التابعة لمجموعة ستيلانتيس Stellantis، مكتفية حاليًا بتقديم طراز وحيد هو الميني فان باسيفيكا – فوييجر Pacifica Voyager . وبينما تستعد علامات أخرى أقل شهرة، مثل لانشيا Lancia، لطرح طراز ثانٍ في عام 2026، بدأت كرايسلر مرحلة تجريبية في محاولة لاستعادة مكانتها في سوق السيارات الأمريكية والعالمية.
تحول جذري
في حوار صحفي صرّح رالف جيلز Ralph Gilles، رئيس التصميم في ستيلانتيس، أن العلامة “ناضجة الآن لفصل جديد”، مؤكدًا أن كرايسلر تستعد للتحول إلى علامة أكثر ديناميكية وحداثة عبر استهداف شريحة جديدة بالكامل من العملاء تُعرف بـ”العملاء الفاتحين الجدد” Brand-New Conquest Customers. ووفقًا لتوجهات المجموعة، فإن هناك فجوات في تشكيلة منتجات ستيلانتيس الحالية قد تتمكن كرايسلر من سدّها مستقبلًا، عبر دخول قطاعات مهجورة داخل صالات العرض.
جيلز أوضح قائلًا: “لقد حان وقت التغيير. سنجرب، وسنحاول إعادة توجيه العلامة. هناك جزء غير مخدوم من تشكيلتنا، وقد حدد الوكلاء هذا الفراغ، ونعتقد أن كرايسلر يمكن أن تكون الحل المناسب لملئه”.
كرايسلر لن تودع محركات الاحتراق الداخلي
رغم إعلان كرايسلر سابقًا نيتها التحول الكامل إلى السيارات الكهربائية بحلول عام 2028، إلا أن خططها الجديدة أصبحت أكثر مرونة. فوفقًا لتصريحات جيلز، ستعتمد الطرازات القادمة على منصتي STLA Medium و STLA Large، وهما منصتان متطورتان تدعم كلًا من المحركات التقليدية والهجينة والكهربائية.
تُستخدم منصة STLA Medium حاليًا في عدة طرازات أوروبية من المجموعة، مثل بيجو 3008 و 5008 Peugeot ، وأوبل جراندلاند Opel Grandland، وسيتروين C5 إيركروس Citroën C5 Aircross، إلى جانب الجيل الجديد من جيب كومباس Jeep Compass. أما منصة STLA Large فتدعم الطرازات الأكبر، مثل دودج تشارجر Dodge Charger، وجيب واجونير إس – Jeep Wagoneer S، والطرازين القادمين Recon و Cherokee.
رغم وجود منصة STLA Small ضمن منظومة ستيلانتيس، فإن كرايسلر تُركز حاليًا على السيارات الأكبر حجمًا. تدعم STLA Medium سيارات بطول يتراوح بين 4.3 و4.9 متر، في حين تُغطي STLA Large الطرازات بطول يصل حتى 5.1 متر.
استوديو تصميم جديد لمستقبل مختلف
كشفت كرايسلر عن تدشين استوديو تصميم جديد سيكون مركز تطوير الطرازات القادمة، والتي يُرجح أن تتضمن سيارة سيدان مستوحاة من مفهوم هالسيون Halcyon. وعلى الرغم من أن هذا النموذج لن يدخل حيز الإنتاج بشكله الحالي، فإن الرئيسة التنفيذية للعلامة كريستين فيويل Christine Feuell أكدت أنه سيُشكل مصدر إلهام مباشر لبديل طراز كرايسلر Chrysler 300.
كما يجري العمل على تطوير سيارة SUV مستوحاة من Halcyon، من المتوقع أن يتم الكشف عن السيارتين بحلول العام المقبل. من جهة أخرى، تستعد كرايسلر للاحتفال بمرور عشر سنوات على إطلاق باسيفيكا Pacifica عبر تحديث شامل للطراز وإطلاق نسخة كهربائية بالكامل منه.
عودة مرتقبة إلى المنافسة
قبل أسابيع من استقالته المفاجئة، صرّح الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة ستيلانتيس كارلوس تافاريس Carlos Tavares أن كرايسلر أمامها “بضع سنوات فقط” لإثبات جدارتها بالاستمرار ضمن المجموعة. إلا أن الأمور بدأت تأخذ منحى أكثر تفاؤلًا، خصوصًا بعد تولي أنطونيو فيلوسا Antonio Filosa قيادة المجموعة، حيث يُشاع أن استراتيجية جديدة لإحياء كرايسلر باتت قيد التنفيذ.
جيلز اختتم تصريحاته بالتأكيد على أن العمل المكثف على تطوير منصتي STLA Medium وSTLA Large تم خلف الكواليس خلال السنوات الماضية، موضحًا أن تلك المنصات تمثل “الأساس المثالي” للطرازات الجديدة التي ستحمل شعار الجناحين الشهير لكرايسلر.