تستعد سيارة ليتلاند-توماس Leyland-Thomas No.1 Special النادرة لدخول مزاد Cliveden House المرتقب، وذلك بتقدير يتراوح بين 220 و280 ألف جنيه إسترليني.
أسطورة أعيدت إلى الحياة قطعةً قطعة
تُعد هذه السيارة إحدى أسرع سيارات مضمار بروكلاندز التاريخية، والتي صممها وبناها المهندس البريطاني جون جودفري باري توماس J.G. Parry-Thomas. وقد استغرق العمل على هذه النسخة ما يزيد عن 25 عامًا ، بدأت منذ أوائل التسعينيات بعد أن نجح المالك الحالي في الحصول على المحرك الأصلي رقم EC/1 105، إلى جانب العارضة الأمامية الأصلية Front Crossmember التي كانت تُحمل هذا المحرك ضمن الهيكل الأصلي ذو الرقم AT105.
استُكملت عملية الإعادة باستخدام مكونات أصلية إضافية، من بينها محور خلفي Rear Axle وخزان العادم Exhaust Manifold من النسخة الأصلية.
تصميم فاخر تحدي الأساطير
بدأت قصة هذه الأسطورة مع سيارة ليتلاند إيت Leyland Eight، والتي صممها باري توماس كسيارة فاخرة تتفوق على رولز-رويس سيلفر جوست Rolls-Royce Silver Ghost من حيث القوة والفخامة. زُودت هذه السيارة بمحرك مستقيم بثماني أسطوانات وسعة 7.2 لتر، بالإضافة إلى شاسيه متطور يضم قضبان منع الانقلاب، وهو ما جعلها إحدى أكثر السيارات تطورًا في عصرها.
في عام 1922، قرر باري توماس مغادرة شركة ليتلاند والتفرغ لتطوير سيارات السباقات بهدف تحطيم الأرقام القياسية على حلبة بروكلاندز الشهيرة. وقد استخدم قطعًا من سيارات ليتلاند لبناء سيارة ليتلاند-توماس NO.1، والتي خضعت لتعديلات مستمرة قبل ظهورها في سباقها الأول في مايو 1922. وبحلول عام 1924، تحوّلت إلى آلة سباق متكاملة تحمل اسم No.1 Special بعد تحسينات هائلة في الديناميكا الهوائية وشكل الهيكل، بما في ذلك خفض وتوجيه الرادياتير لتحسين تدفق الهواء وتقليل مقاومة السحب.
أرقام قياسية
خلال موسمي 1924 و1925، قاد باري توماس سيارة NO.1 لتحقيق سلسلة من الانتصارات على مضمار بروكلاندز، من أبرزها تسجيل سرعة دوران بلغت 208 كم/ساعة، وهو رقم اقترب جدًا من حاجز 209 كم/ساعة الأسطوري آنذاك. كما أحرزت السيارة أسرع زمن في سباق تسلق تلة بولوني في فرنسا عام 1924.
وبعد وفاة باري توماس المأساوية أثناء محاولته استعادة الرقم القياسي العالمي للسرعة على متن سيارته بابس Babs انتقلت ملكية السيارة إلى السائق الشهير جون كوب John Cobb الذي شارك بها في سباقات بروكلاندز عام 1927. ثم تحوّلت لاحقًا إلى سيارة طرقات، قبل أن تعود إلى حلبات السباق في ثلاثينيات القرن الماضي بقيادة هاري ماندي Harry Mundy. إلا أن مسيرتها توقفت تمامًا بعد تعرضها لأضرار جسيمة نتيجة قصف جوي خلال الحرب العالمية الثانية، لتختفي بعدها لعقود.
إعادة البناء
بدأ مشروع إعادة بناء No.1 Special عندما تم الحصول على المحرك الأصلي مثبتًا على العارضة الأمامية ذات الرقم الصحيح، ليبدأ المالك رحلة بحث دامت ربع قرن عن الأجزاء الأصلية أو المماثلة، إضافة إلى إعادة تصميم الهيكل بالكامل اعتمادًا على الرسومات الهندسية الأصلية التي أعيدت طباعتها من أرشيف باري توماس. تم تصنيع الشاسيه بواسطة جوليان غوش Julian Ghosh، فيما تولت شركة ويسترن كوتش ووركس Western Coachworks في ميكلوفر تصميم الجسم المعدني للسيارة.
من المتاحف إلى المهرجانات العالمية
شاركت هذه السيارة في العديد من الفعاليات المرموقة، أبرزها مهرجان جودوود للسرعة Goodwood Festival of Speed عام 2017، إلى جانب ظهورها في سباقات Vintage Revival Montlhéry، وChateau Impney، وKop Hillclimb. ، وهي حاليًا من أبرز السيارات المعروضة في متحف بروكلاندز Brooklands Museum.
معدات مرافقة وحالة فنية متميزة
تُعرض السيارة حاليًا وهي مجهّزة بعدد من القطع الاحتياطية، بما في ذلك زوج من كربراتيرات زينيث Zenith بقطر 42 مم، ومجموعة إضافية من العجلات، ونظام نقاط التشغيل الأصلي الذي تم استبداله حديثًا بإشعال إلكتروني.