تتجه الأنظار مساء اليوم الأحد 15 يونيو نحو حلبة جيل فيلنوف Circuit Gilles Villeneuve في مدينة مونتريال الكندية، حيث ينطلق سباق جائزة كندا الكبرى Canadian Grand Prix ضمن بطولة العالم للـ فورمولا-1.
وقد تمكن البريطاني جورج راسل George Russell، سائق فريق مرسيدس Mercedes-AMG Petronas، من خطف مركز الانطلاق الأول Pole Position بزمن متفوق بلغ 0.160 ثانية عن الهولندي ماكس فيرستابن Max Verstappen، سائق فريق ريد بُل Red Bull Racing، وذلك في اللحظات الأخيرة من الحصة التأهيلية الرسمية التي شهدت تقلبات مثيرة، أبرزها منافسة ثلاثية بين راسل وفيرستابن والأسترالي أوسكار بياستري Oscar Piastri من فريق ماكلارين McLaren.
راسل يتألق
بدا واضحًا منذ صباح السبت أن جورج راسل يتمتع بثقة كبيرة على أرضية الحلبة الكندية، وقد ترجمت تلك الثقة إلى أداء مبهر في اللفة الأخيرة، حيث استخدم الإطارات المتوسطة Medium، وحقق لفة وصفها بنفسه بأنها “من أكثر اللفات إثارة في حياتي المهنية”. وقال راسل: “كنت أتابع الفارق على شاشة عجلة القيادة، وأرى الفارق يتحسن بمقدار 0.1 ثانية في كل زاوية، حتى وصلت إلى الزاوية الأخيرة وكنت متقدمًا بـ 0.6 ثانية ..شعرت أن السيارة تسير على القضبان. لحظة عبوري خط النهاية جعلتني أشعر بقشعريرة لم أختبرها من قبل”.
أما ماكس فيرستابن، الذي بدا راضيًا عن تأديته رغم فقدانه للقطب الأول، فقد صرّح: “أشعر أن السيارة في حالة ممتازة طوال عطلة نهاية الأسبوع. الحلبة هنا ممتعة وتجعلك تشعر وكأنك تقود سيارة كارتينج ضخمة. اخترنا الإطارات المناسبة وأتوقع سباقًا قويًا، وأنا سعيد بموقعي في الصف الأمامي”.

خيبة أمل لنوريس وابتسامة لبياستري
على الرغم من الأداء القوي في الجولات السابقة، عانى البريطاني لاندو نوريس Lando Norris، زميل بياستري في ماكلارين، من حصة تأهيلية صعبة، انتهت به في المركز السابع. وأكد نوريس أنه ارتكب خطأين كبيرين، الأول عند الخروج من المنعطف السابع حين اصطدم بالجدار، والثاني في الزاوية الأخيرة أثناء لفته الأولى.
وقال: “لقد كلفتني هذه الأخطاء الكثير. لم نكن بالسرعة المعتادة، ربما بسبب خصائص الحلبة، لكن شعرت أن الأداء كان جيدًا. ربما لم تكن السيارة الأسرع لتحقيق القطب الأول، لكنها كانت كافية للمنافسة على المراكز الثلاثة الأولى”.
في المقابل، عبّر أوسكار بياستري عن سعادته بالحصول على المركز الثالث، مشيرًا إلى أن ذلك يمثل نتيجة إيجابية للغاية لفريق ماكلارين، خاصة في نهاية أسبوع لم يكن بالسهل.
فيراري وأستون مارتن يظهران في الصورة
احتل الإيطالي الشاب كيمي أنطونيلي Kimi Antonelli سائق مرسيدس المركز الخامس، متفوقًا على لويس هاميلتون Lewis Hamilton سائق فيراري الحالي، الذي جاء سادسًا، بينما حقق الإسباني فرناندو ألونسو Fernando Alonso المركز الرابع مع فريق أستون مارتن Aston Martin، في أفضل نتيجة له هذا الموسم من حيث مركز الانطلاق.
وأكّد ألونسو أن الفريق بدأ في استعادة مستواه منذ إدخال التحديثات الفنية في سباق إميليا رومانيا، قائلًا: “منذ حلبة إيمولا، أصبحت أشعر براحة أكبر مع السيارة، ويمكنني الآن تقديم ملاحظات تقنية أدق، وهذا يُحدث فرقًا واضحًا. تأهلت إلى Q3 في آخر أربعة سباقات، وهذا يعطي الفريق دافعًا كبيرًا ويقلل من الضغط”.
عقوبات على السائقين تُغير مراكز الانطلاق
رغم تألقه في التأهيلات، تعرض الفرنسي إيزاك حاجار Isack Hadjar من فريق رايسينغ بولز Racing Bulls إلى عقوبة إرجاع ثلاثة مراكز على شبكة الانطلاق، بعدما أعاق الإسباني كارلوس ساينز Carlos Sainz من فريق ويليامز Williams خلال نهاية الحصة الأولى، مما أدى إلى حرمان ساينز من التأهل إلى المرحلة الثانية. بذلك، يتراجع حاجار عن المركز التاسع، فيما يتقدم الأرجنتيني فرانكو كولابينتو Franco Colapinto من فريق ألبين Alpine إلى المركز العاشر.
في المقابل، تلقى الياباني يوكي تسونودا Yuki Tsunoda عقوبة إرجاع عشرة مراكز بعد تجاوزه سيارة بياستري المتضررة خلال رفع العلم الأحمر في الحصة التدريبية النهائية، ليبدأ السباق من مؤخرة الترتيب. وقد رفض المراقبون الرياضيون مبرراته، معتبرين أن سيارة بياستري لم تكن تسير ببطء كافٍ ليُبرر تجاوزه.
منافسة نارية تلوح في الأفق
تكتسب انطلاقة سباق كندا هذا العام أهمية خاصة، نظراً للعلاقة المتوترة بين جورج راسل وماكس فيرستابن، بعد الحادثة الشهيرة في سباق إسبانيا، والتي كلفت فيرستابن عقوبة 10 ثوانٍ وثلاث نقاط جزاء على رخصته، ليصبح على بُعد نقطة واحدة فقط من الإيقاف عن سباق كامل.
ومع تصدر بياستري وانخفاض ترتيب نوريس، قد تكون هذه فرصة جديدة للأسترالي لتعزيز موقعه في ترتيب البطولة، بينما يسعى ألونسو وهاميلتون للعودة إلى منصات التتويج، وراسل لتأكيد تفوقه على أرض الواقع بالسباق النهائي.