شهد مركز المؤتمرات والمعارض الدولية بمدينة نصر صباح اليوم الخميس انطلاق فعاليات الدورة الثانية من معرض الأهرام للنقل 2025، التي تنظمها مؤسسة الأهرام الصحفية بمشاركة نخبة من كبرى الشركات المحلية والعالمية العاملة في قطاع النقل، وسط حضور من الوزراء والمسؤولين والمستثمرين والصناع، في مقدمتهم المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، الذي افتتح المعرض رسميًا برفقة الدكتور محمد فايز فرحات، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام.
كما شارك في مراسم الافتتاح كل من الكاتب الصحفي محمد إبراهيم الدسوقي، رئيس تحرير بوابة الأهرام و الأهرام المسائي، والكاتب الصحفي هشام الزيني، رئيس تحرير الأهرام أوتو، إلى جانب ممثلي الشركات العارضة من القطاعين العام والخاص.
منصة وطنية لدعم الصناعة والتكنولوجيا
أكد المهندس محمد شيمي في كلمته الافتتاحية أن المعرض يمثل منصة استراتيجية لعرض أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا النقل في مصر والمنطقة، مشيرًا إلى أن تنظيم مثل هذه الفعاليات يواكب جهود الدولة في دعم التصنيع المحلي وتوطين الصناعات الحيوية، خاصة في قطاع النقل الذي يعد أحد أعمدة الاقتصاد الوطني.
وأعلن الوزير خلال كلمته عن إطلاق أول “ميني باص” كهربائي من إنتاج شركة النصر للسيارات، بالتعاون مع شركة دولية، موضحًا أن المركبة تمثل خطوة محورية نحو تحديث قطاع النقل الجماعي والسياحي، حيث جرى تصنيعها بالكامل بأيادٍ مصرية وفقًا لأعلى المعايير الدولية.
وأضاف أن شركة النصر للسيارات تجري حاليًا الاستعدادات النهائية لتشغيل خطوط إنتاج السيارات الملاكي محليًا، ضمن خطة شاملة لإحياء الصناعة الوطنية، وزيادة الاعتماد على المكونات المحلية، وتقليل فاتورة الاستيراد، مما يعزز من القدرة التنافسية لمصر في هذا القطاع الاستراتيجي.
جولة تفقدية وإشادة بالمصنعين المحليين
وخلال جولة موسعة في أروقة المعرض، زار الوزير جناح شركة النصر للسيارات، حيث تفقد نماذج متعددة من الأوتوبيسات الكهربائية الحديثة، وصعد إلى أحدها الذي حمل شعار “أنا مصري وأفتخر”، معبرًا عن تقديره للجهود الهندسية والفنية المبذولة لتقديم منتج مصري خالص بمواصفات عالمية، مؤكدًا أن هذا التطور يعكس رؤية الدولة الاستراتيجية لتوطين صناعة النقل الكهربائي والتحول نحو المركبات النظيفة.
كما أبدى الوزير إعجابه بمستوى التصنيع في مصنع قادر للصناعات المتطورة، التابع للهيئة العربية للتصنيع، والذي قدّم خلال المعرض نماذج جديدة من مركبات النقل الخفيف المصممة لخدمة قطاعات الصناعة والخدمات والنقل الجماعي.
تصريحات قيادات الأهرام ..الإعلام شريك في التنمية
من جانبه، صرّح محمد فايز فرحات، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، أن التوسع العمراني الكبير الذي شهدته مصر منذ عام 2014 وفّر بيئة حاضنة لتطور قطاع النقل والخدمات، مؤكدًا أن مؤسسة الأهرام تواصل دورها الوطني في إقامة منصات حوار تجمع بين الدولة والمستثمرين والمستهلكين، وهو ما تجسده من خلال تنظيم هذا المعرض، إلى جانب فعاليات مماثلة مثل مؤتمر الأهرام للأدوية ومعرض الأهرام العقاري.
كما توجّه بالشكر إلى المهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال، وإلى المهندس عبد الصادق الشوربجي، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، على دعمهما المتواصل للمؤسسات القومية، مشيدًا بدورهما في تعزيز العلاقة بين الإعلام والصناعة.
أما الكاتب الصحفي هشام الزيني، رئيس تحرير الأهرام أوتو، فأكد في تصريحاته أن الدولة تولي اهتمامًا خاصًا بتطوير مركبات النقل الخفيف المعروفة باسم “سيارات أكل العيش”، والتي تُعد شريانًا اقتصاديًا أساسيًا يخدم ملايين المواطنين في مشاريعهم الصغيرة، ويكمّل منظومة النقل الحضري إلى جانب وسائل النقل الكبرى مثل مترو الأنفاق والقطارات الكهربائية والمونوريل.
منتجات مصرية تنافس عالميًا ..وتفاعل واسع من المستثمرين
شهدت أجنحة المعرض مشاركة فعّالة من شركات تصنيع محلية بارزة، أبرزها النصر للسيارات وقادر للصناعات المتطورة، حيث استعرضت تلك الشركات نماذج متطورة من مركبات خفيفة وتجارية بمواصفات عالمية وتصميمات حديثة.
وحظيت هذه المنتجات بإشادة واسعة من المستثمرين والوفود الأجنبية، وسط اهتمام كبير بعقد شراكات وتفاهمات جديدة لدعم قطاع النقل وتوسيع نطاق التصنيع المشترك.
حلول شاملة وفرص استثمارية متنوعة
يضم المعرض مجموعة متكاملة من المركبات الخفيفة والخدمية والتجارية، بالإضافة إلى باقة من العروض التمويلية الميسرة، وحلول دعم للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، بما يجعله منصة فعالة للتكامل بين الصناعة والاستثمار، والإنتاج والاستهلاك.
ويمنح المعرض الفرصة لزائريه من المستثمرين والمواطنين للتعرف على أحدث التقنيات في عالم النقل، والتواصل المباشر مع المصنعين، واكتشاف آفاق جديدة للاستثمار والتشغيل، في ظل بيئة داعمة توفرها الحكومة المصرية.
استمرار النجاح
تأتي الدورة الحالية من معرض الأهرام للنقل استكمالًا للنجاح الذي حققته النسخة الأولى عام 2021، والتي شهدت توقيع عقود شراكة وتوريد تجاوزت قيمتها 150 مليون جنيه مصري. ويُتوقع أن تساهم نسخة 2025 في تحفيز مزيد من التعاون المحلي والدولي، بما يدعم استراتيجية الدولة نحو تعزيز الاعتماد على التصنيع المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع النقل.