أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة مرسيدس-بنز Mercedes-Benz، أولا كالينيوس Ola Källenius، أن الشركة الألمانية قد أجرت تصحيحًا في المسار بشأن خطتها للتحول الكامل إلى السيارات الكهربائية، مشيرًا إلى أن محركات الاحتراق الداخلي، وخاصة تلك المزودة بتقنيات هجينة متطورة، ستظل حاضرة في تشكيلتها لفترة أطول مما كان مخططًا في السابق.
تصحيح في المسار بعد تراجع السيارات الكهربائية
جاء تصريح كالينيوس في مقابلة صحفية، حيث أوضح أن استراتيجية الدمج بين السيارات الكهربائية بالكامل والهجينة ذات محركات الوقود لا تزال الخيار الأكثر واقعية في ظل التباطؤ النسبي في معدلات تبني السيارات الكهربائية على المستوى العالمي. وقال: “في الوضع الحالي، أعتقد أن النهج الأكثر عقلانية لصانع سيارات راسخ هو أن يستثمر في كلا التقنيتين دون إهمال أي منهما”.
رغم عدم تحديد جدول زمني جديد لانتهاء العمل بمحركات الوقود، فإن تصريحات كالينيوس تعني أن خطة مرسيدس السابقة للتحول الكامل إلى السيارات الكهربائية بحلول عام 2030 قد باتت قابلة للتأجيل أو التعديل، لا سيما في الأسواق الكبرى مثل الصين وأوروبا.
التحديات في سوق السيارات الكهربائية
تصريحات مرسيدس-بنز تأتي بعد أيام فقط من إعلان منافستها التقليدية أودي Audi عن قرار مشابه بالإبقاء على إنتاج سياراتها ذات محركات الوقود لفترة أطول. وقد أثارت هذه التوجهات الجديدة مخاوف حول تباطؤ سوق السيارات الكهربائية عمومًا، خاصة بعد أن سجلت مرسيدس انخفاضًا بنسبة 23% في مبيعات سياراتها الكهربائية خلال عام 2024.
لكن تقارير دولية حديثة تنفي هذا الانطباع، حيث أشارت وكالة الطاقة الدولية International Energy Agency إلى أن مبيعات السيارات الكهربائية على مستوى العالم قد ارتفعت بأكثر من 25% في 2024، لتصل إلى 17 مليون سيارة.
وفي نفس السياق، توقعت دراسة حديثة صادرة عن وحدة بلومبرج نيو إنيرجي فاينانس BloombergNEF، أن ترتفع مبيعات السيارات الكهربائية والهجينة القابلة للشحن بنسبة 25% إضافية في 2025، لتبلغ قرابة 22 مليون سيارة، مع استحواذ السوق الصيني على نحو ثلثي هذه المبيعات.
السوق الصيني في قلب الاستراتيجية
رغم التراجع في مبيعات مرسيدس في الصين بنسبة 7% خلال 2024، لتصل إلى 683 ألف و 600 سيارة احتراق داخلي وكهربائي، إلا أن السوق الصيني لا يزال الأكبر للشركة، كما هو الحال بالنسبة لمنافستيها BMW وأودي Audi.
وفي تصريح لافت، أشار كالينيوس إلى أن الزبائن الصينيين “لا يستخدمون سياراتهم فقط كوسيلة تنقل، بل يعتبرها الكثيرون امتدادًا لغرفة المعيشة وهو ما يبرر الاعتماد المتزايد على الشاشات والتقنيات الرقمية في تصميم المقصورات الجديدة لسيارات مرسيدس.
مستقبل مشترك للألمان بين الوقود والكهرباء حتى الثلاثينيات
يبدو أن مرسيدس Mercedes، و BMW، وأودي Audi قد تبنوا جميعًا سياسة المزج بين السيارات الكهربائية وسيارات الوقود لما بعد 2030.
ومع اقتراب دخول لوائح الاتحاد الأوروبي حيّز التنفيذ بحلول منتصف العقد المقبل، والتي ستحظر بيع أي سيارات جديدة تنبعث منها ملوثات، تظل هناك علامات استفهام حول كيفية تكيّف المصنعين الكبار مع هذا التحول الجذري، في ظل ضغوط التكاليف ومحدودية البنية التحتية في بعض الأسواق. ولا تُظهر بروكسل حتى الآن أي نية للتراجع عن موعد الحظر المقرر، ما يعني أن الشركات مطالبة بإعادة ترتيب أوراقها بدقة.