أعلنت شركة ستيلانتيس Stellantis ، إحدى أكبر مجموعات صناعة السيارات في العالم، عن إطلاق مشروع لتطوير محرك احتراق داخلي ثوري يعمل بوقود مزدوج من البنزين و الإيثانول، مدعوم بتقنيات هجينة متقدمة. هذا الإعلان جاء في إطار استثمار ضخم يبلغ 6 مليارات دولار أمريكي، مخصص بالكامل لسوق أمريكا الجنوبية، بهدف تمهيد الطريق لإنتاج جيل جديد من المحركات المرنة Flex-Fuel، المدعومة بالحلول الكهربائية، في ما يُعرف باسم تكنولوجيا بايو هايبرد Bio-Hybrid.
محرك المستقبل ..بلا هيدروجين ولا أمونيا ولا كهرباء خالصة
بينما تُعد اليابان مركزًا عالميًا لتقنيات الهيدروجين، وتتنافس الصين بقوة في سوق السيارات الكهربائية، تُعلن أمريكا عن نهج جديد تمامًا يدمج مزايا وقود الإيثانول الصديق للبيئة مع أداء المحركات الهجينة. المحرك الجديد، الذي يجمع بين محرك احتراق داخلي ومجموعة كهربائية، يُقدم كبديل عملي وفعال من حيث الانبعاثات والتكلفة، ويمنح المستهلكين خيارًا جديدًا يجمع بين الأداء العالي والحفاظ البيئي.
وتهدف ستيلانتيس إلى تقديم أكثر من 40 منتجًا جديدًا خلال الفترة القادمة ضمن هذه الاستراتيجية. وتُعد هذه الخطوة أكبر استثمار في تاريخ صناعة السيارات بأمريكا الجنوبية.
الإيثانول وقود مزروع
يعتمد هذا المحرك على الإيثانول، وهو وقود متجدد يُستخرج من محاصيل زراعية مثل قصب السكر والذرة، ويُستخدم على نطاق واسع في البرازيل كبديل نظيف للبنزين. وبخلاف الهيدروجين الذي يحتاج إلى بنية تحتية معقدة ومحطات تعبئة خاصة، يُمكن إنتاج الإيثانول بسهولة وتوزيعه عبر شبكات الوقود الحالية، مما يجعله خيارًا واقعيًا وأكثر قربًا للتطبيق التجاري الواسع.
رغم أن محركات الوقود المرن ليست جديدة تمامًا، إلا أن ستيلانتيس تعيد ابتكارها من خلال مزجها بالتقنيات الهجينة، لتُقدم محركات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود وأقل في الانبعاثات الكربونية، مع الحفاظ على الأداء القوي.
ثلاث فئات جديدة ضمن تكنولوجيا بايو هايبرد Bio-Hybrid
كشفت ستيلانتيس عن ثلاثة أنظمة توليد قوة ضمن هذه الفئة الجديدة، وهي، بايو هايبرد Bio-Hybrid يجمع بين محرك احتراق داخلي ومحرك كهربائي مساعد، بايو هايبرد eDCT نسخة محسنة تحتوي على ناقل حركة مزدوج القابض مع دعم كهربائي، بايو هايبرد Plug-In نسخة هجينة قابلة للشحن عبر مصدر خارجي، تُوفر مدى كهربائي إضافي إلى جانب الوقود التقليدي.
أول محرك إيثانول هجين في التاريخ
وفقًا لما أعلنته الشركة، فإن هذه المنظومة قد تمثل أول محرك من نوعه يجمع بين الوقود المرن والتقنيات الهجينة القابلة للشحن، وهو ما يُعد نقطة تحول في مسار صناعة المحركات. وقد سبق أن كشفت ستيلانتيس عن رؤيتها لهذه التكنولوجيا قبل سنوات، لكن المشروع دخل الآن حيز التنفيذ بدعم أمريكي واضح في مجالات البحث والتطوير.