تستعد بطولة العالم للـ فورمولا-1 لدخول حقبة جديدة كليًا مع بداية موسم 2026، حيث سيتم تطبيق تعديلات شاملة على كلٍّ من هيكل السيارات Chassis ووحدات الطاقة Power Units، في خطوة تُعد من أكبر التحولات التي شهدتها اللوائح الفنية للبطولة منذ عقود. وتركز هذه اللوائح الجديدة على تعزيز دور الطاقة الكهربائية في منظومة الدفع، بحيث ترتفع نسبة الاعتماد عليها لتصل إلى 50% تقريبًا من القوة الإجمالية، مقابل 50% أخرى تعتمد على محركات الاحتراق الداخلي التقليدية.
تأثير مزيج الطاقة الجديد على قيادة السيارات
هذا التوزيع المتساوي بين الطاقة الكهربائية وطاقة الوقود سيجعل من إدارة الطاقة خلال كل لفة أمرًا بالغ الأهمية، إذ سيضطر السائقون إلى الموازنة بين الحفاظ على الطاقة الكهربائية وتوظيفها بأقصى كفاءة، وبين الاستفادة المثلى من محركات الاحتراق الداخلي. النماذج الأولية التي تم اختبارها على أجهزة المحاكاة من نوع “Driver-in-the-loop” أظهرت أن أسلوب قيادة سيارات موسم 2026 سيختلف بشكل كبير عن الجيل الحالي، مما يفرض على السائقين تحديات ذهنية واستراتيجية أكبر.
ردود فعل السائقين في التجارب الافتراضية
خلال التجارب المبكرة على أجهزة المحاكاة، ظهرت ردود فعل متباينة من السائقين. فالبعض رأى أن التغييرات تجعل قيادة السيارة أكثر تعقيدًا وتتطلب جهدًا ذهنيًا إضافيًا، بينما أشار آخرون إلى أن الأمر يحتاج فقط إلى فترة تأقلم مع النظام الجديد. ومن المهم الإشارة إلى أن معظم هذه التجارب الأولى كانت على نسخ أولية غير مكتملة التطوير، ما قد يفسر بعض الملاحظات السلبية في البداية.
تحسن الأداء مع التكرار وفهم التحديات
مع تكرار الجلسات التجريبية على أجهزة المحاكاة، بدأ السائقون في التكيف بشكل تدريجي مع المتغيرات الجديدة. السائقون الذين أجروا عدة محاولات لاحظوا تحسنًا واضحًا في فهمهم لآليات التحكم في الطاقة، كما أظهروا قدرة أكبر على تطبيق استراتيجيات إدارة الطاقة بفعالية. ومع ذلك، ما زال هناك اعتراف بضرورة العمل على تقليل العبء الذهني المرتبط بالقيادة، خاصة وأن التعقيد الإضافي في إدارة الطاقة يتطلب مستويات عالية من التركيز طوال السباق.
المرحلة القادمة من التطوير
من المتوقع أن تستمر عمليات التطوير والتحسين طوال الأشهر المقبلة قبل انطلاق الاختبارات الشتوية الرسمية في يناير. وخلال هذه الفترة، ستعمل الفرق على تحسين أنظمة استعادة وتوزيع الطاقة، وضبط برمجيات إدارة الطاقة الهجينة، بهدف تحقيق توازن بين الأداء والقابلية للتحكم. كما سيتم إجراء المزيد من الاختبارات على أجهزة المحاكاة بهدف رفع جاهزية السائقين للتعامل مع التحديات التي ستفرضها سيارات 2026.
استبدال نظام DRS بوضع التجاوز اليدوي
واحدة من أبرز التغييرات في موسم 2026 هي إلغاء نظام الجناح الخلفي القابل للفتح DRS واستبداله بتقنية جديدة تُعرف باسم “وضع التجاوز اليدوي” Manual Override Mode هذه التقنية ستعتمد على التحكم اليدوي في أنماط استهلاك الطاقة، ما يتيح للسائقين إطلاق دفعات إضافية من القوة الكهربائية في اللحظات الحاسمة للتجاوز.
دور الديناميكا الهوائية النشطة
إلى جانب وضع التجاوز اليدوي، سيتم إدخال أنظمة ديناميكا هوائية نشطة على الأجنحة الأمامية والخلفية، بحيث يمكن ضبط زواياها أثناء القيادة لتحسين الأداء على الخطوط المستقيمة أو في المنعطفات. هذه التعديلات من المتوقع أن تؤدي إلى زيادة الفوارق في السرعات القصوى بين السيارات على الخطوط المستقيمة، وهو ما قد يساهم في زيادة فرص التجاوز بدلاً من تقليلها، خلافًا لما كان يخشاه البعض في البداية.