تستعد شركة هيونداي Hyundai للكشف عن أحدث طرازاتها الكهربائية الصغيرة، والذي سيحمل اسم IONIQ 3، وذلك من خلال عرض نسخة شبه جاهزة للإنتاج ضمن فعاليات معرض ميونيخ للسيارات المقرر في سبتمبر المقبل. السيارة الجديدة ستشغل موقعًا متوسطًا بين طراز هيونداي إنستر Hyundai Inster وهيونداي كونا الكهربائية Hyundai Kona EV، لكنها ستنضم رسميًا إلى عائلة IONIQ نظرًا لاعتمادها على أحدث منصة كهربائية للشركة وتزويدها بأعلى مستويات التكنولوجيا الرقمية المتصلة. ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج الفعلي للطراز مع مطلع العام القادم.
أداء كهربائي متطور
ستعتمد هيونداي IONIQ 3 على نظام دفع أمامي، مع خيارين للبطاريات بسعة 58.3 كيلووات/ساعة و81.4 كيلووات/ساعة، ما يمنحها مدى سير يصل إلى حوالي 418 كيلومترًا أو 587 كيلومترًا على التوالي. ومن المتوقع أن تحقق السيارة تسارعًا من الصفر إلى 100 كم/س في أقل من ثماني ثوانٍ، ما يجعلها منافسة قوية في فئتها.
وستعتمد السيارة على منظومة كهربائية بجهد 400 فولت، وهو ما يجعل عملية الشحن أقل تكلفة مقارنة بنظام 800 فولت المتوفر في الطرازات الأكبر مثل IONIQ 5 وIONIQ 6 وIONIQ 9، وإن كان بسرعة شحن أقل نسبيًا. وتشارك IONIQ 3 العديد من الأسس التقنية مع سيارة كيا Kia EV3 التابعة للشركة الكورية كيا.
رؤية استراتيجية لتعزيز مكانة هيونداي
أكد كزافييه مارتينيه Xavier Martinet، رئيس هيونداي في أوروبا، في تصريحات لصحفية أن وعي المستهلكين بعلامة IONIQ بات في المرتبة الثانية عالميًا بين علامات السيارات الكهربائية، ولا تتقدم عليها سوى تسلا Tesla. وأضاف أن طرازات IONIQ 5 وIONIQ 6 وأخيرًا IONIQ 9 لعبت دورًا محوريًا في رفع مكانة هيونداي في سوق السيارات الكهربائية، مشيرًا إلى أن متوسط سعر بيع سيارات الشركة في المملكة المتحدة ارتفع بنسبة 50% مقارنة بما كان عليه قبل خمس سنوات.
ورغم هذا النجاح في الفئات الأعلى، تسعى هيونداي إلى توسيع حصتها في شريحة السيارات الكهربائية الأرخص ثمنًا عبر IONIQ 3 وInster، حيث ستقدمان مستوى أعلى من التقنية والاتصال، مع أسعار مناسبة لتغطية مختلف شرائح السوق الأوروبية.
سيارة رقمية متقدمة تعتمد على البرمجيات
تُعد IONIQ 3 انعكاسًا لرؤية هيونداي نحو السيارات المعرفة بالبرمجيات Software-Defined Vehicles، إذ يمكن تحديثها بشكل مستمر طوال دورة حياتها. كما ستتيح الشركة للعملاء تحميل مزايا اختيارية بعد الشراء عبر الإنترنت، على غرار تطبيقات الهواتف الذكية، وهو ما يتيح حتى للمشترين من سوق المستعمل إعادة تهيئة السيارة وفق رغباتهم.
وتعمل السيارة بنظام التشغيل الجديد Pleos، الذي طورته هيونداي بالتعاون مع شركات رقمية عالمية لتوفير وحدات برمجية وتطبيقات متكاملة. ومن بين المزايا الترفيهية دعم نظام Apple CarPlay Ultra، مع واجهة استخدام مرنة قابلة للتخصيص وروابط مع مؤثرات صوتية اصطناعية للمحرك الكهربائي لتعزيز تجربة القيادة.
إنتاج أوروبي لتعزيز التواجد المحلي
ولتعزيز تنافسيتها في السوق الأوروبية، ستُنتج IONIQ 3 في مصنع هيونداي في تركيا، ما يساهم في خفض تكاليف النقل والجمارك. ومن الجدير بالذكر أن نحو 80% من مبيعات هيونداي في أوروبا خلال عام 2024 جاءت من سيارات جرى تصنيعها في مصانع الشركة في جمهورية التشيك، مثل طراز توسان Tucson وi30 وتركيا مثل i10 وi20 وبايون Bayon ومع دخول Inster المصنعة في كوريا السوق الأوروبية هذا العام، ستعيد IONIQ 3 التوازن للمعادلة عبر تعزيز الحضور الأوروبي للإنتاج.
طموحات نحو مستقبل كهربائي كامل
اختتم مارتينيه تصريحاته بالتأكيد على أن طموح هيونداي يتمثل في الحفاظ على حصتها السوقية في جميع أنواع أنظمة الدفع، سواءً الكهربائية أو الهجينة أو التقليدية. وأشار إلى أن نمو سوق السيارات الكهربائية لا يزال مستمرًا، وإن كان أبطأ مما توقعت القوانين الأوروبية، مؤكدًا أن المستهلكين بمجرد تجربتهم لسيارة كهربائية لا يعودون عادةً إلى محركات الاحتراق الداخلي.