مرسيدس 300 SL Roadster موديل 1963 ..النسخة قبل الأخيرة
تُعرض للبيع ضمن قسم المبيعات الخاصة في تشوبهام، المملكة المتحدة، سيارة مرسيدس-بنز Mercedes-Benz 300 SL Roadster موديل 1963 بسعر يبلغ مليون و495 ألف جنيه إسترليني، وهي تُعد السيارة قبل الأخيرة التي خرجت من خط إنتاج طراز W198 رودستر، وواحدة من ثلاث سيارات فقط تم تسليمها رسميًا في عام 1964، ما يجعلها استثنائية في تاريخ مرسيدس-بنز.
مواصفات نادرة
تأتي هذه النسخة بمواصفات متميزة، حيث زُودت بمحرك بكتلة ألومنيوم ومكابح قرصية، والأهم من ذلك أنها لا تزال تحتفظ بأرقامها المتطابقة الأصلية للشاسيه والهيكل وعلبة التروس والمحور الخلفي، وهو ما يزيد من قيمتها التاريخية.
أما من الناحية التصميمية، فهي مقدمة بلونها الأبيض الأصلي DB 050 مع مقصورة داخلية بجلد أحمر DB 030، وتأتي مرفقة بالسقف الصلب المصنع في المصنع ذاته، وكتيبات المالك الأصلية داخل حقيبة خاصة، إضافة إلى طقم حقائب سفر مكون من قطعتين صُمم خصيصًا لها.
قصة إنتاج استثنائية
اكتمل إنتاج هذه النسخة في 7 فبراير 1963، وهي السيارة رقم 198.042.10.003257، لتكون قبل الأخيرة من بين 209 سيارة رودستر صُنعت من هذا الطراز. وفي اليوم التالي، أُنتجت السيارة الأخيرة برقم شاسيه 003258، منهية بذلك حقبة محورية في تاريخ مرسيدس-بنز.

بينما بيعت النسخة الأخيرة مباشرة لمشترٍ خاص، فإن هذه السيارة وصلت أولًا إلى النمسا لتُعرض لدى وكيل مرسيدس-بنز في سالزبورج، لكنها لم تجد مالكًا بسبب إطلاق طراز W113 SL الأرخص ثمنًا في تلك الفترة. وعادت السيارة في نوفمبر إلى شتوتجارت، حيث تم تحويلها إلى المواصفات الأمريكية عبر تزويدها بمصابيح أمامية مغلقة، وعدادات بالميل، وراديو Becker Grand Prix، وإطارات بخطوط بيضاء. ومن ثم، تم توثيقها ببطاقتي بيانات من المصنع.
وفي 14 فبراير 1964، أي بعد أكثر من عام على إنتاجها، تسلم مالكها الأول السيارة في الولايات المتحدة، لتُصبح واحدة من ثلاث سيارات فقط من طراز 300 SL رودستر سُلمت رسميًا في عام 1964.
ملاك بارزون
سُجل أول مالك معروف لهذه السيارة باسم روبرت ليندسي، الذي اشتراها في سبتمبر 1967 من British Motor Cars بواشنطن، وكان عدادها وقتها يُظهر 30 ألف و 657 كم. وبعد بضعة أشهر فقط، عاد ليندسي لاستبدال المحرك الأصلي بآخر غير مرقم من المصنع، وهو إجراء معتاد في تلك الفترة بالنسبة لمحركات الألومنيوم الأقل اعتمادية.
انتقلت الملكية لاحقًا إلى بيل ساذرلاند، ثم إلى فيل سمارت الأب في سياتل، الذي احتفظ بها حتى الثمانينيات. وتظهر الوثائق أن السيارة قطعت نحو 53 ألف كم خلال تلك الفترة. لاحقًا دخلت ضمن مجموعة غوردون أبكر، ثم بيعت إلى المستثمر الأسترالي ديفيد بريس الذي دفع مبلغًا قدره 500 ألف دولار في أواخر الثمانينيات، في وقت لم تتجاوز فيه أسعار الطراز حاجز 100 ألف دولار.
وفي عام 1992، انضمت إلى مجموعة الجامع الشهير توماس تافيت في كاليفورنيا، قبل أن تنتقل لاحقًا إلى مالك ألماني بارز. ومع مطلع الألفية، استعادت عائلة سمارت السيارة مجددًا، حيث خضعت لعملية إعادة طلاء شاملة باللون الأبيض الأصلي على يد الخبير رودي كونيشيك في كندا، لتُستعاد حالتها الأولى وتشارك في عدة فعاليات بارزة مثل Concours d’Elegance Kirkland، حيث حصلت على المركز الثاني في فئتها عام 2013 بمناسبة مرور 50 عامًا على إنتاجها.
حالة ميكانيكية مثالية وصيانة حديثة
في عام 2020، وصلت السيارة إلى المملكة المتحدة مع مالكها الحالي، مصحوبة بملف تاريخي يضم فواتير صيانة منذ عام 1967، إضافة إلى شهادات من Mercedes-Benz Classic وصور بطاقات بيانات المصنع. وفي عام 2024، خضعت لصيانة متكاملة لدى المتخصص مارتن كوشواي في سوفولك، شملت تركيب سلسلة توقيت جديدة وإعادة تأهيل المحور الخلفي بتكلفة تجاوزت 20 ألف جنيه إسترليني. وقد أكد كوشواي أن السيارة لا تزال تحتفظ بمكوناتها الأصلية الأساسية مثل الشاسيه، والهيكل، وعلبة التروس، والمحاور الأمامية والخلفية.
أما المحرك البديل، الذي يعود تاريخه إلى أكتوبر 1965، فيحمل لوحة معدنية تحمل الرقم الأصلي للمحرك، فيما لا تزال بعض أجزائه مثل الكامة ورأس الأسطوانة أصلية. ويُظهر عداد المسافات عند الفحص الأخير قراءة 63 ألف كم فقط، وهو ما يُعتقد أنه العدد الأصلي منذ خروج السيارة من المصنع.


















