بنتلي Blue Train ..قصة الأسطورة التي عادت للحياة بمفهوم EXP 15
تبقى علامة بنتلي Bentley البريطانية واحدة من أكثر صانعي السيارات ارتباطًا بتاريخها الذي صنع مجدها في عالم السيارات الفاخرة وسباقات التحمل. ومن بين تلك الأساطير، سيارتها Blue Train التي تعد واحدة من أبرز المحطات في تاريخ العلامة، التي اتخذتها العلامة البريطانية أيقونة لتصاميم سيارات بنتلي على مدار قرن كامل. والمفارقة أن السيارة لم تكن باللون الأزرق ولم تكن قطارًا بالتأكيد، لكنها حملت الاسم تخليدًا لرهان جريء تحول إلى حدث مفصلي في تاريخ العلامة البريطانية العريقة.
سباق جريء في صيف 1930 يغير تاريخ بنتلي
في صيف عام 1930، كان وولف بارناتو Woolf Barnato، رئيس بنتلي وقتها وأحد أبرز الشخصيات التي صنعت أسم العلامة، يعيش أسلوب حياة مترفًا ومليئًا بالتحديات. وعندما أعلنت شركة روفر Rover أن سيارتها الجديدة أسرع في قطع المسافة بين “كان” و”كاليه” من القطار الفرنسي الفاخر “لو ترين بلو Le Train Bleu”. تحدي بارناتو وأطلق رهانًا بقيمة 100 جنيه إسترليني، على أنه سيتمكن من الانطلاق بسيارته بنتلي سبيد 6 Bentley Speed Six من مدينة كان الفرنسية وصولًا إلى كاليه، ثم عبور القنال الإنجليزي بالعبّارة، والوصول إلى نادي المحافظين في لندن قبل أن يصل القطار إلى كاليه.
بارناتو نفذ رهانه بالفعل، إذ قطع المسافة البالغة 1335 كم متفوقًا على القطار بأربع دقائق فقط. غير أن السلطات الفرنسية لم تتقبل هذا التحدي الجريء، فقررت معاقبته بمنع بنتلي من المشاركة في صالون باريس لعام 1930 وفرضت عليه غرامة تجاوزت قيمة الرهان. ورغم ذلك، أثبت بارناتو مرة أخرى، بعد ثلاثيته التاريخية في سباق لو مان Le Mans، أن بنتلي هي الصانع القادر على تقديم أسرع وأوثق سيارات “الجراند تورر” لمسافات طويلة.
ولادة Blue Train
السيارة التي استخدمها بارناتو في السباق كانت من طراز Speed Six Saloon، لكن تخليد القصة جاء عبر سيارة أخرى. فبعد شهر واحد فقط من الرهان، تسلم بارناتو سيارته الجديدة من تصميم جورني ناتينج Gurney Nutting، والتي أطلق عليها اسم Blue Train تكريمًا للإنجاز. ومع مرور السنوات، التبست القصة على كثيرين، فاعتقد البعض أن هذه السيارة هي التي خاضت السباق، حتى أن الفنان البريطاني تيرينس كونو Terence Cuneo خلد المشهد في لوحة فنية باستخدام السيارة الخطأ. ورغم هذا الالتباس، ظلت القصة ملهمة، وبقيت السيارتان الأصليتان اللتان ارتبطتا بالرهان موجودتين حتى اليوم، وكلاهما مملوك لجامع سيارات أمريكي.
EXP 15 ..رؤية مستقبلية مستوحاة من الماضي
بعد مرور ما يقارب قرنًا على هذه الحكاية، تستعيد بنتلي أسطورة Blue Train لتكون مصدر الإلهام لمفهومها الجديد Bentley EXP 15، وهي سيارة كهربائية تجريبية تمثل لوحة تصميمية مستقبلية تعكس ملامح لغة التصميم القادمة للعلامة. السيارة لا تمهد مباشرة لطرح طراز إنتاجي، لكنها تقدم رؤية لما قد تبدو عليه سيارات بنتلي في المستقبل، مع طول يصل إلى ستة أمتار ومقصورة داخلية بثلاثة مقاعد.
التصميم الخارجي جاء ثوريًا مقارنة بما اعتادت عليه بنتلي عبر تاريخها الطويل. فالمصابيح الأمامية الدائرية الكبيرة والشبك الأمامي البارز، اللذان شكلا هوية بنتلي الكلاسيكية لأكثر من 100 عام، تم إعادة صياغتهما بالكامل. الشبك تحول إلى عمل فني مضاء، بينما زودت السيارة بجناحين نشطين على السقف، ومشتت خلفي، وعجلات مغلقة لتحسين الديناميكية الهوائية، وهي عناصر فرضتها طبيعة السيارات الكهربائية التي تعتمد على الكفاءة والانسيابية بدلًا من القوة الميكانيكية لمحركات W12 الشهيرة.
تفاصيل مستوحاة من Blue Train
رغم أن EXP 15 تمثل تصميم مستقبلي، فإنها تحمل إشارات واضحة إلى تراث Blue Train، فقد حرص مصممو بنتلي على تضمين الخط الطويل الممتد من مقدمة السيارة حتى مؤخرة الهيكل، إضافة إلى المقصورة المتأخرة والعضلات الخلفية العريضة، وهي جميعها عناصر شكلت هوية بنتلي الكلاسيكية.
مقصورة داخلية غير تقليدية
المقصورة الداخلية جاءت لتعكس فلسفة بنتلي في المزج بين الفخامة والمستقبل. السيارة تعتمد على توزيع مقاعد غير تقليدي بثلاثة مقاعد فقط، حيث استُغني عن مقعد الراكب الأمامي لصالح مساحة يمكن تخصيصها كمنطقة راحة. أما المقعد الخلفي على الجانب الأيمن فيمكنه الانزلاق والدوران لتسهيل الدخول والخروج، وذلك من خلال باب خلفي واسع يفتح باتجاه عكسي. وجاءت السيارة بتصميم غير متماثل، إذ تحتوي على باب واحد من جهة السائق وبابين من جهة الراكب، في فكرة تذكر بعلامة هيونداي فيلوستر Hyundai Veloster.
على صعيد التجهيزات، تم المزج بين الشاشات الرقمية الحديثة ومفاتيح التحكم المعدنية التقليدية. حتى مؤشر الشحن الكهربائي صمم كقطعة ميكانيكية محاطة بزجاج فاخر، في استمرار لفلسفة بنتلي التي توازن بين التكنولوجيا واللمسات الكلاسيكية الأصيلة.












