هل ينجح ماكس فيرستابن في قلب موازين بطولة العالم للفورمولا-1 رغم فارق النقاط الكبير؟
لا يزال الطريق طويلًا أمام الهولندي ماكس فيرستابن Max Verstappen، سائق فريق ريد بُل Red Bull، للعودة إلى صراع المنافسة على لقب بطولة العالم للـ فورمولا-1 هذا الموسم، إلا أن الانتصارات الأخيرة والنسخة المطورة من سيارته قد تجعل من هذا السيناريو ممكنًا. ومع بقاء سبعة سباقات وثلاثة سباقات سبرنت حتى نهاية الموسم، يظل السؤال مطروحًا: “هل يستطيع فيرستابن فعلها؟”
موقف فيرستابن في جدول البطولة
يحتل ماكس فيرستابن، المركز الثالث في ترتيب السائقين، بفارق 44 نقطة خلف البريطاني لاندو نوريس Lando Norris صاحب المركز الثاني، و 69 نقطة خلف المتصدر الأسترالي أوسكار بياستري Oscar Piastri، ولتحقيق لقبه الخامس على التوالي، سيكون على فيرستابن أن يتفوق بمتوسط 10 نقاط في كل سباق على بياستري حتى نهاية الموسم، حيث ما زال هناك 199 نقطة متاحة عبر السباقات الرئيسة وسباقات السبرنت.
تحسينات ريد بُل ودورها في المنافسة
قدّم فريق ريد بُل تحديثًا جوهريًا لسيارة فيرستابن في سباق مونزا، تمثل في أرضية جديدة حسّنت توازن السيارة بشكل ملحوظ. وجاءت النتائج مباشرة، إذ فاز فيرستابن بسباق إيطاليا في مونزا، ثم كرر الفوز في سباق باكو بأذربيجان، ما أعاد إشعال آماله في العودة إلى سباق اللقب.
في المقابل، يعاني فريق ماكلارين McLaren من سلسلة من المشكلات منذ عودة البطولة بعد العطلة الصيفية، كان أبرزها انسحاب نوريس في جائزة هولندا الكبرى بسبب تسرب زيت، والجدل حول أوامر الفريق في مونزا، ثم حادث خروج بياستري في اللفة الأولى من سباق أذربيجان. هذه المشكلات قد تمنح فيرستابن فرصة للضغط على ثنائي ماكلارين في الجولات المقبلة.
تصريحات فيرستابن بعد سباق باكو
قال فيرستابن في المؤتمر الصحفي بعد سباق أذربيجان: “لا أعتمد على الأمل. ما زال أمامنا سبع جولات، و69 نقطة فارق كبير. لكنني لا أفكر في ذلك، أتعامل مع البطولة سباقًا بسباق، كما أفعل منذ بداية الموسم، أحاول أن أحقق أفضل نتيجة ممكنة، وسنعرف ما سيحدث بعد أبوظبي”.
حتى الآن، حقق فيرستابن أربعة انتصارات هذا الموسم، جاءت في اليابان، مرتين في إيطاليا، وأذربيجان، إلى جانب فوزه بسباق السبرنت في بلجيكا. واعتبر أندريا ستيلا Andrea Stella، مدير فريق ماكلارين، بعد سباق باكو أن فيرستابن بات بالفعل ضمن المنافسة على اللقب قائلًا: “كنا نعرف ذلك، وحصلنا اليوم على التأكيد”.
معركة الصانعين بين ريد بُل وفيراري ومرسيدس
لا يقتصر هدف ريد بُل على دعم فيرستابن فقط، بل يسعى الفريق أيضًا لتعزيز موقعه في بطولة الصانعين، إذ يمتلك حاليًا 272 نقطة ويطمح لدخول المراكز الثلاثة الأولى. ويتطلب ذلك التفوق على فيراري Ferrari صاحب 286 نقطة ومرسيدس Mercedes صاحب 290 نقطة.
لمحات من تاريخ اللحظات الحاسمة في الفورمولا-1
شهدت البطولة عبر تاريخها عودة درامية لسائقين قلبوا موازين المنافسة في اللحظات الأخيرة. الألماني سيباستيان فيتيل Sebastian Vettel فعلها مرتين مع ريد بُل؛ الأولى عام 2010 حين قلب فارق 31 نقطة مع الإسباني فرناندو ألونسو Fernando Alonso قبل خمس جولات من النهاية، والثانية عام 2012 عندما تغلب على فارق 39 نقطة مع ثماني جولات متبقية ليتوج باللقب رغم عدم فوزه في آخر ثلاثة سباقات.
كما نجح الفنلندي كيمي رايكونن Kimi Räikkönen عام 2007 مع فيراري Ferrari في قلب فارق 17 نقطة مع بقاء جولتين فقط، ليتفوق على ثنائي ماكلارين ألونسو ولويس هاميلتون Lewis Hamilton ويفوز بالبطولة بفارق نقطة واحدة فقط.
