قفزة قوية في أرباح فولفو بعد خطة تقشف قاسية
شهدت شركة فولفو كار Volvo Car AB ارتفاعًا قياسيًا في أسهمها خلال تعاملات بورصة ستوكهولم بعد إعلان نتائج مالية فاقت التوقعات للربع الثالث من عام 2025، مدعومة ببرنامج شامل لخفض التكاليف بلغت قيمته 18 مليار كرونة سويدية، أي حوالي 1.9 مليار دولار أمريكي.
وجاءت هذه النتائج لتؤكد نجاح جهود إعادة الهيكلة التي يقودها الرئيس التنفيذي هاكان سامويلسون Håkan Samuelsson منذ عودته إلى قيادة الشركة في أبريل الماضي، بهدف استعادة ربحية فولفو وتحسين كفاءتها التشغيلية.
أرباح تشغيلية تتجاوز التوقعات وقفزة تاريخية في الأسهم
أعلنت فولفو أن أرباحها التشغيلية خلال الربع الثالث بلغت 6.4 مليار كرونة سويدية، متجاوزة توقعات المحللين بفارق كبير، كما ارتفع هامش الأرباح قبل الفوائد والضرائب EBIT خلال الفترة نفسها، مما يعكس تحسن الأداء المالي للشركة في ظل بيئة تنافسية صعبة في سوق السيارات العالمي.
وسرعان ما انعكست هذه النتائج على أداء السهم، إذ قفزت أسهم Volvo بنسبة وصلت إلى 41% في تداولات أمس الخميس، وهو أعلى ارتفاع يومي منذ إدراج الشركة في البورصة قبل أربع سنوات، لتسجل زيادة إجمالية بأكثر من 25% منذ بداية العام. وقد أضاف هذا الارتفاع ما يقرب من 2.9 مليار دولار أمريكي إلى القيمة السوقية للشركة، وسط تقديرات بأن جزءًا من هذه القفزة يعود إلى عمليات تغطية المراكز المكشوفة short covering بعد أن وصلت نسبة الأسهم المقترضة إلى 26% من إجمالي الأسهم الحرة المتداولة حتى 21 أكتوبر، وفق بيانات S&P Global Market Intelligence.
إعادة الهيكلة تؤتي ثمارها رغم تراجع المبيعات
أكد الرئيس التنفيذي هاكان سامويلسون أن الشركة بدأت ترى “إشارات إيجابية”، رغم انخفاض المبيعات الإجمالية بنسبة 8% خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، موضحًا أن شهر سبتمبر شهد عودة محدودة للنمو في المبيعات بالتجزئة. وأضاف أن برنامج الكفاءة التشغيلية الذي أطلقه يشمل تقليص آلاف الوظائف ضمن خطة لإعادة هيكلة شاملة تهدف إلى استعادة مرونة الشركة المالية وتحسين هامش الأرباح.
التحديات الدولية وتغيير مواقع الإنتاج
تواجه فولفو Volvo، مثل العديد من شركات السيارات العالمية، تحديات متزايدة بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على السيارات المستوردة من الصين، خاصة أن الشركة مملوكة لمجموعة تشيجيانغ جيلي القابضة Zhejiang Geely Holding Group Co. الصينية وتدير مصانع إنتاج في الصين. كما أنها تضطر للتعامل مع رسوم الاتحاد الأوروبي على السيارات الكهربائية المصنعة في الصين.
وردًا على هذه التحديات، أوضح سامويلسون أن الشركة شرعت في نقل جزء من إنتاجها إلى مصانعها في بلجيكا وولاية ساوث كارولينا الأمريكية لتقريب الإنتاج من الأسواق المستهدفة. وقال في مقابلة صحفية: “نحن بحاجة إلى أن نكون شركة أمريكية الإنتاج بالقرب من عملائنا، وأنا واثق جدًا من مستقبل فولفو”.
كما أشار إلى أن الملكية الصينية للشركة لا تمثل تهديدًا مباشرًا لأعمالها في الولايات المتحدة، رغم تشديد الرقابة الأمريكية على الشركات ذات الارتباطات الصينية. وأوضح أن الفريق القانوني لفولفو على تواصل دائم مع وزارة التجارة الأمريكية، لكنه أكد عدم وجود “أي قلق عاجل” حيال ذلك، مضيفًا: “لسنا قلقين، فنحن موجودون في الولايات المتحدة منذ 70 عامًا وسنظل هناك”.
رهان على طرازات جديدة لتعزيز المبيعات العالمية
تضع فولفو Volvoآمالًا كبيرة على طرازات جديدة لتعزيز مبيعاتها، ومن بينها النسخة الهجينة القابلة للشحن من XC70 Plug-in Hybrid، وهي سيارة رياضية متعددة الاستخدامات –SUV يتم إنتاجها في مصنع تايتشو Taizhou في الصين للأسواق المحلية، مع إمكانية تصديرها لاحقًا إلى أسواق أخرى. كما تستعد الشركة للكشف عن طراز جديد بالكامل هو فولفو Volvo EX60 في يناير المقبل، والذي سيأتي كخليفة للطراز الشهير فولفو Volvo XC60، وسيكون مزودًا بمنظومة دفع كهربائية بالكامل.
وأشار سامويلسون إلى أن الشركة فقدت جزءًا من مبيعاتها خلال الفترة الماضية نتيجة قرارها بنقل إنتاج سيارتها فولفو EX30 Volvo الكهربائية المدمجة من الصين إلى أوروبا، في إطار سعيها لتقليل الاعتماد على السوق الصينية ومواجهة القيود التجارية المفروضة.
نمو الأرباح يقابله تحدٍ في السيولة وتفاوت في تقديرات المحللين
ورغم تحقيق أرباح تشغيلية مرتفعة، لا تزال فولفو تواجه بعض التحديات المالية، إذ أظهر الربع الثالث استمرار التدفقات النقدية السلبية نتيجة ارتفاع تكاليف تطوير الطرازات الجديدة وزيادة المنافسة السعرية في الأسواق. ومع ذلك، يرى سامويلسون أن النتائج القوية الأخيرة تفرض على الشركة ضرورة التعاون بشكل أكبر مع المحللين الماليين لضبط التوقعات المستقبلية التي وصفها بأنها “كانت متباينة للغاية”.







