أودي تستعد لتقديم  طرازات جديدة في 2026 تجمع بين المحركات التقليدية والكهربائية

تمرّ أودي Audi بمرحلة دقيقة من تاريخها، تواجه ضغوطًا متزايدة في سوق السيارات العالمي بعد تراجع مبيعاتها خلال العامين الماضيين، رغم إطلاق عدد من الطرازات الجديدة التي كان يُنتظر أن تعيد مكانة العلامة الألمانية العريقة.

تراجع المبيعات رغم طرح طرازات جديدة

سجّلت أودي انخفاضًا حادًا في المبيعات خلال عام 2024 بنسبة بلغت 11.8% لتصل إلى مليون و 671 ألف و 218 سيارة على مستوى العالم، فيما واصلت الشهور التسعة الأولى من عام 2025 هذا المنحنى التنازلي، إذ تراجعت الشحنات العالمية بنسبة إضافية بلغت 4.8% لتصل إلى مليون و175 ألف و 765 وحدة فقط حتى نهاية سبتمبر.

ويأتي هذا التراجع رغم تقديم الشركة لعدد من الطرازات الأساسية الجديدة مثل A5 وQ5  وA6، وهي نماذج كان يُنتظر منها أن تعيد مكانة مبيعات الشركة.

خطة طموحة للعامين المقبلين رغم الظروف الصعبة

ورغم هذه التحديات، تؤكد أودي أنها ماضية في تنفيذ خطة توسعية شاملة تشمل إطلاق موجة جديدة من الطرازات في السنوات القادمة. ووفقًا لوثيقة رسمية أعدّتها الشركة للمستثمرين عقب إعلان نتائج الربع الثالث من 2025، من المقرر أن يشهد عام 2026 إطلاق ثلاثة طرازات رئيسية هي، الجيل الجديد من Q7، والطراز الأكبر كليًا  Q9، إلى جانب سيارة كهربائية جديدة تُعدّ المدخل الأرخص في مجموعة سيارات أودي الكهربائية.

أما عام 2027، من المقرر الكشف عن النسخة الإنتاجية من السيارة الرياضية Concept C، التي من المتوقع أن تمثل مستقبل التصميم الرياضي للعلامة الألمانية.

إعادة تقييم استراتيجية الكهرباء

استراتيجية أودي نحو اندفاعها الكبير للسيارات الكهربائية في السنوات الأخيرة. تسبب في إلغاء إنتاج Q8 إي ترون Q8 E-Tron  وإغلاق مصنع الشركة في بروكسل الذي كان مخصصًا لإنتاج هذا الطراز الكهربائي الكبير.

وفي ضوء هذه التطورات، قررت الشركة أن الجيل الجديد من Q7 سيواصل الاعتماد على محركات الاحتراق الداخلي، بينما سيُطرح الطراز الجديد Q9 أيضًا بخيارات من المحركات العاملة بالبنزين، مع احتمال طرح نسخ ديزل TDI في الأسواق الأوروبية التي ما زال الطلب فيها قويًا على هذا النوع من المحركات في سيارات الدفع الرباعي الفاخرة.

سيارة كهربائية رخيصة ضمن الخطة

ومن بين الطرازات المقرر إطلاقها، تستعد أودي أيضًا لتقديم سيارة كهربائية جديدة كليًا ستقع في فئة أقل من Q4 إي ترون Q4 E-Tron.

ورغم أنها ستكون كهربائية بالكامل، إلا أنها لن تعتمد على لغة التصميم الجديدة التي قدّمتها الشركة في طراز Concept C، وذلك لأن تصميمها كان قد أُنجز بالفعل قبل اعتماد الهوية الجديدة، أي قبل عامين أو ثلاثة من الآن. ولهذا، ستستمر هذه السيارات في استخدام الأسلوب التصميمي الحالي الذي يضم المصابيح الأمامية المقسومة والتصميم الداخلي المعتمد على الشاشات الرقمية الكبيرة.

إصدارات RS الرياضية مستمرة

تعمل أودي على تطوير سلسلة جديدة من الطرازات الرياضية  RS، وهي النسخ الأعلى أداءً في مجموعة سياراتها. ورغم أن الشركة لم تحدد بعد الطرازات التي ستُكشف في عام 2026، إلا أن من شبه المؤكد أن تكون RS5 من أوائل هذه الإصدارات المنتظرة.

وبعد إعلان الشركة استبعاد محركات الأربع أسطوانات من فئة RS واقتراب محرك الخمس أسطوانات من التقاعد، يُرجح أن تعتمد النسخة الجديدة من RS5 على محرك V6. ومن المتوقع أن تكون هذه النسخة هجينة قابلة للشحن Plug-in Hybrid لتتوافق مع القوانين البيئية الأوروبية الجديدة، على أن تُطرح في هيئتين مختلفتين هما السيدان -ذات السقف الخلفي المنحدر- والواجن العائلية.

كما يُتوقع أن يُقدَّم الجيل الجديد من RS6 في العام ذاته، مع اعتماد نظام هجين أيضًا ومحرك V8 أكبر وأقوى من السابق، في محاولة للحفاظ على هوية الأداء التي ميزت هذا الطراز. وترى أودي أن الحفاظ على فارق في عدد الأسطوانات بين RS5 وRS6أمر ضروري للحفاظ على تدرج الأداء ضمن عائلة RS.

تحديات تواجه مستقبل RS الكهربائي

من جهة أخرى، تشير تقارير عديدة إلى أن النسخة الكهربائية RS6 إي ترون RS6 E-Tron تواجه مصيرًا غامضًا، إذ ترددت أنباء عن احتمال إلغائها بسبب توقعات بمبيعات ضعيفة لا تبرر تكلفة تطويرها. ومع ذلك، أكدت الشركة عبر متحدث رسمي أنها لا تزال تخطط لتقديم نسخ RS كهربائية بالكامل ضمن منصة Premium Platform Electric – PPEالجديدة التي ستشكل الأساس لعدد كبير من سياراتها المستقبلية.

توجه جديد يجمع بين المحركات التقليدية والكهربائية

وفي رؤية استراتيجية بعيدة المدى، تسعى أودي إلى التوفيق بين الاستمرار في تقديم مزيج متوازن من السيارات الكهربائية ونظيراتها المزودة بمحركات الاحتراق الداخلي. الشركة كانت قد أعلنت في السابق نيتها التحول الكامل إلى السيارات الكهربائية بحلول عام 2033، إلا أن الرئيس التنفيذي غيرنوت دولنر Gernot Döllner صرّح مؤخرًا بأن أودي قد تُبقي على إنتاج سيارات البنزين والديزل لسنوات بعد هذا الموعد، نظرًا للتغير المستمر في تفضيلات العملاء حول العالم وعدم استقرار اتجاهات السوق بشكل كافٍ لاتخاذ القرار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى