فورمولا-1.. مواجهة الحسابات والأحلام في سباق أبوظبي: من يحقق اللقب؟ نوريس أم فيرستابن أم بياستري؟!

يستعد موسم فورمولا-1 2025 لكتابة فصله الأخير على حلبة مرسى ياس في أبوظبي، حيث يدخل ثلاثة سائقين إلى الجولة الختامية بفرصة واقعية للمنافسة على اللقب العالمي. ويأتي هذا السباق عقب موسم شهد تقلبات حادة وتبدلًا مستمرًا في موازين القوى، ليصل المشهد النهائي إلى صراع ثلاثي بين السائق البريطاني لاندو نوريس Lando Norris، والهولندي ماكس فيرستابن Max Verstappen، والأسترالي أوسكار بياستري Oscar Piastri، في سيناريو نادر في تاريخ البطولة.

خلفية الصراع على اللقب في 2025

ارتسمت ملامح المنافسة قبل السباق الختامي بناءً على الترتيب العام للنقاط، حيث يتصدر لاندو نوريس برصيد 408 نقاط بعد موسم مميز مع فريقه ماكلارين McLaren، بينما يحتل ماكس فيرستابن سائق فريق ريد بول Red Bull المركز الثاني بفارق 12 نقطة، ويأتي أوسكار بياستري ثالثًا بفارق 16 نقطة عن المتصدر. وتوضح هذه الأرقام أن فارق النقاط بين المتنافسين ما يزال محدودًا بما يكفي لجعل سباق أبوظبي عامل الحسم الوحيد، إذ يمكن لـ 25 نقطة كاملة تغيير شكل البطولة في أي لحظة خلال السباق النهائي.

ويمثل هذا السباق محطة فاصلة ليس فقط لتحديد هوية البطل، بل أيضًا لرسم خريطة القوى بين الفرق، خصوصًا مع الأداء اللافت لماكلارين هذا الموسم بوجود سائقين قادرين على المنافسة حتى اللحظة الأخيرة.

حسابات لاندو نوريس في طريق اللقب

يدخل لاندو نوريس إلى سباق أبوظبي بفرصة هي الأقوى نظريًا لحسم البطولة، إذ يكفيه تسجيل نتيجة ضمن المراكز الثلاثة الأولى ليضمن التتويج دون الحاجة إلى مراقبة نتائج السائقين الآخرين. وحتى إن أنهى السباق في مراكز أبعد قليلاً، فإن حظوظه تبقى قائمة بشرط ألا يفوز ماكس فيرستابن أو تتسع الفجوة أمام أوسكار بياستري بما يتجاوز حدود النقاط الفاصلة.

ويمتلك نوريس أفضلية إضافية في حال التعادل النقطي، نظراً لتفوقه في عدد مرات الصعود إلى المركز الثاني خلال الموسم، ما يمنحه ميزة حاسمة.

ويُجمع مراقبو البطولة على أن نوريس يملك زمام المبادرة، وأن قيادة متوازنة وخالية من الأخطاء قد تكفيه لحسم لقب طال انتظاره.

سيناريوهات ماكس فيرستابن لاستعادة السيطرة

ماكس فيرستابن يدخل السباق النهائي مدفوعًا برغبة قوية لاستعادة التفوق بعد موسم معقد شهد تذبذبًا في أداء فريق ريد بول. ويملك فيرستابن فرصة مباشرة للقب إذا تمكن من الفوز بالسباق بالتزامن مع إنهاء نوريس في المركز الرابع أو أدنى.

أما في حال عدم فوزه، فستصبح السيناريوهات أكثر تعقيدًا وتتطلب تراجع نوريس إلى مراكز متأخرة، مع ضرورة أن يبقى بياستري خلفه في الترتيب. ويمثل سباق أبوظبي بالنسبة لفيرستابن اختبارًا للخبرة والهدوء تحت الضغط، إذ لا يملك رفاهية ارتكاب أي خطأ إن أراد الحفاظ على آماله في التتويج.

طريق أوسكار بياستري الصعب نحو اللقب

رغم أن أوسكار بياستري يملك أقل حظوظ في المنافسة، فإن الأسترالي الشاب يدخل السباق بطموح لا يقل عن منافسيه. ويحتاج بياستري إلى الفوز بالسباق كي تكون فرصته في اللقب قائمة، بشرط أن ينهي نوريس في مركز سادس أو أدنى، وألا يتفوق ماكس فيرستابن عليه في ترتيب الجولة.

وفي حال احتل المركز الثاني، ستصبح احتمالاته مرهونة بتراجع نوريس إلى المراكز المتأخرة للغاية، وهو سيناريو صعب لكنه يبقى ممكنًا في حال حدوث مفاجآت أو أعطال مفاجئة خلال السباق.

ويمثل هذا السيناريو أقرب ما يكون إلى محاولة لاختراق حسابات الرياضيات، لكنه لا يلغي حقيقة أن بياستري لا يزال في قلب الصراع حتى اللحظة الأخيرة من الموسم.

عناصر قد تقلب الكفة في اللحظة الحاسمة

مع أن الحسابات الرقمية تبدو واضحة، إلا أن سباق أبوظبي يتميز عادة بظروف قد تغير مسار البطولة في ثوانٍ، بدءًا من الأعطال الميكانيكية المفاجئة، مرورًا باستراتيجيات التوقف الفني، ووصولًا إلى الضغوط العالية التي قد تؤدي إلى أخطاء من أي من السائقين الثلاثة.

كما تبرز فرضية التدخل التكتيكي من فريق ماكلارين الذي يضم سائقين ضمن المنافسة، وهي نقطة حساسة قد تحدد مسار اللقب، خصوصًا إذا تطلب الأمر اتخاذ قرارات داخل الفريق لحماية حظوظ أحد السائقين.

أهمية سباق أبوظبي في تاريخ الموسم

يكتسب سباق أبوظبي 2025 أهمية خاصة كونه يشهد أول مرة منذ عام 2021 يُحدد فيها اللقب خلال الجولة الأخيرة من الموسم، كما أنها واحدة من المرات النادرة التي يدخل فيها ثلاثة سائقين السباق الختامي بفرصة فعلية للتتويج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى