فورمولا-1 ..لاندو نوريس يتوّج ببطولة العالم

شهد موسم الـ فورمولا-1 إسدال الستار على واحد من أكثر الأعوام تنافسًا، بعدما نجح السائق البريطاني لاندو نوريس Lando Norris في حصد أول بطولة عالمية له في مسيرته الرياضية، إثر حصوله على المركز الثالث في سباق جائزة أبوظبي الكبرى، ليجمع عددًا من النقاط يكفي ليتفوق بفارق نقطتين فقط على السائق الهولندي ماكس فيرستابن Max Verstappen، سائق فريق ريد بول Red Bull الذي أنهى السباق في المركز الأول محققًا فوزه الثامن هذا الموسم. وقد أضاف هذا الفوز مزيدًا من الإثارة إلى الصراع، إذ كسر فيرستابن التعادل في عدد الانتصارات بينه وبين نوريس وزميله الأسترالي أوسكار بياستري Oscar Piastri، مما أعطى السباق الختامي أهمية مضاعفة.

بهذه النتيجة أصبح نوريس السائق البريطاني رقم 11 الذي يتوج ببطولة العالم، كما حقق فريق ماكلارين McLaren ثنائية تاريخية في بطولتي السائقين والصناع للمرة الأولى منذ عام 1998. جاء ذلك بعد موسم بدأه نوريس ببطء قبل أن يعود بقوة في النصف الثاني ليقدم واحدًا من أكثر مواسمه توازنًا وثباتًا منذ بداية مسيرته.

مشاعر مختلطة في لحظة التتويج الأول

ظهر التأثر الواضح على لاندو نوريس فور عبوره خط النهاية، حيث اعترف بأنه لم يتوقع أن يبكي لكنه لم يتمالك نفسه في اللفة الأخيرة، وصرح بأن الشعور بالبطولة الأولى مختلف عن أي إنجاز سابق. ووجّه نوريس رسالة احترام إلى منافسيه الرئيسيين، ماكس فيرستابن وأوسكار بياستري، مؤكدًا أنه استفاد كثيرًا من مواجهتهما طوال الموسم وأن التنافس بين الثلاثي كان في أعلى مستوياته.

وقال نوريس إن الطريق إلى اللقب كان طويلًا ومليئًا بالصعوبات، لكنه انتهى بالطريقة التي كان يحلم بها، مشددًا على دوره في الفريق وثقته بالعاملين في ماكلارين الذين تمكنوا من تقديم سيارة قادرة على المنافسة في كل مراحل الموسم.

ماكلارين يفرض سيطرته ويواجه الضغوط بثبات في السباق الختامي

دخل فريق ماكلارين سباق أبوظبي تحت ضغط هائل نتيجة ما حدث في آخر جولتين من الموسم، حيث تعرض لاستبعاد مزدوج في سباق لاس فيجاس ثم خسر فرصة الفوز في قطر بسبب استراتيجية غير موفقة. لكن الفريق تعامل مع هذه الظروف بعقلية متوازنة، وبدأ السباق بحذر ملحوظ من نوريس، الذي تجنب الدخول في مواجهة مباشرة مع ماكس فيرستابن عند الانطلاقة رغم دفاع الأخير الشرس عن مركزه الأول.

في اللفة الأولى، قام الأسترالي أوسكار بياستري بمناورة محسوبة حين تجاوز نوريس في المنعطف التاسع من الخارج، وهي خطوة ظهر أنها جزء من خطة فريق ماكلارين لإبقاء بياستري في وضع يسمح له بمنافسة فيرستابن وإدارة السباق بما يخدم فرص نوريس في الحفاظ على فارق النقاط.

اعتمد بياستري على الإطارات الصلبة مقابل الإطارات المتوسطة لكل من نوريس وفيرستابن، وهو ما منح ماكلارين مرونة للتحكم في وتيرة السباق وتجنب أي مناورة تكتيكية قد تضر بسعي نوريس نحو اللقب. وعلى الرغم من محاولات شارل لوكلير من فريق فيراري الضغط على نوريس، فإن الأخير حافظ على مركزه وسيطر على مجريات سباقه بشكل كامل.

ومع نهاية السباق، وبعد القيام بتوقف ثانٍ للإطارات لمجاراة استراتيجية لوكلير، تمكن نوريس من الاقتراب من بياستري في اللفات الأخيرة، لكنه اكتفى بالمركز الثالث الذي كان كافيًا لتتويجه بطلاً للعالم للمرة الأولى.

لحظة تتويج تحمل دلالات تاريخية لماكلارين ونوريس

مع نهاية السباق، بدت ملامح الإنجاز واضحة على ملامح لاندو نوريس، الذي أدرك أنه حقق الحلم الأكبر الذي انتظره منذ دخوله عالم الفورمولا-1. وأظهر الفريق روحًا جماعية عالية، حيث اعتبر أفراد ماكلارين هذا اللقب إنجازًا جماعيًا أعاد الفريق إلى موقعه التاريخي بين الكبار بعد سنوات من الغياب عن صدارة البطولات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى