رينو تختبر فيلانت Filante ..قطعت مسافة سير قياسية بالشحنة

رغم التطور الكبير الذي تحقق خلال السنوات الأخيرة في عالم السيارات الكهربائية، ترى رينو Renault أن كفاءة استهلاك الطاقة وزيادة المدى التشغيلي لا تزالان التحدي الأهم في عالم السيارات الكهربائية، فمع كل جيل جديد يتحسن المدى بشكل تدريجي، إلا أن الشركة الفرنسية قررت عدم الاكتفاء بهذا التقدم، واختارت اختبار أقصى ما يمكن الوصول إليه باستخدام تقنيات متاحة بالفعل في الوقت الحالي.

فيلانت Filante مشروع بحثي خالص

لهذا الهدف، طورت رينو سيارة تجريبية أطلقت عليها اسم رينو فيلانت Renault Filante، وتعاملت معها باعتبارها منصة اختبار علمية تمهيديًا لسيارة إنتاج. السيارة صممت بالكامل لاختبار الكفاءة، مع الاعتماد على حزمة بطاريات بسعة قريبة جدًا من المستخدمة في سيارات كهربائية متوسطة الحجم تُباع حاليًا في الأسواق.

أكثر من ألف كيلومتر بشحنة واحدة

النتيجة جاءت لافتة، حيث تمكنت رينو فيلانت من قطع مسافة بلغت 1,008 كيلومترات بشحنة واحدة، وذلك خلال أقل من 10 ساعات قيادة متواصلة. الأهم أن متوسط السرعة تجاوز 102 كيلومتر في الساعة، وهو متوسط يعكس قيادة فعلية على الطرق السريعة.

11% شحن متبقٍ

أنهت السيارة هذه الرحلة ولا يزال في البطارية نحو 11% من الشحن. ووفق تقديرات رينو، كان بالإمكان استخدام هذه النسبة المتبقية إما لرفع متوسط السرعة إلى 120 كيلومترًا في الساعة مع الحفاظ على مدى قريب، أو الاستمرار بنفس السرعة السابقة وقطع مسافة أطول تقترب من 1,100 كيلومتر بشحنة واحدة.

معيارًا جديدًا لاستهلاك الطاقة

سجلت رينو فيلانت متوسط استهلاك بلغ 7.8 كيلوواط/ساعة لكل 100 كيلومتر، أي ما يعادل نحو 12.8 كم لكل كيلوواط/ساعة. هذا الرقم يضع السيارة في مستوى مختلف تمامًا مقارنة بالسيارات الكهربائية الإنتاجية الأكثر كفاءة حاليًا في الأسواق العالمية.

مقارنة مباشرة مع سيارات الإنتاج العالمية

في أفضل الظروف، لا تتجاوز سيارات مثل مرسيدس-بنز CLA الكهربائية، وتسلا موديل 3، ولوسيد إير حاجز 8 كم لكل كيلوواط/ساعة، رغم اعتمادها على أنظمة كهربائية متطورة بجهد 800 فولت. الفارق الكبير يوضح الفرق بين سيارة صممت خصيصًا لاختبار أقصى كفاءة ممكنة، وسيارات إنتاجية مطالبة بتوفير الراحة والمساحة وأنظمة الأمان والتجهيزات اليومية.

التصميم والوزن

ترجع رينو هذا الإنجاز إلى مجموعة عوامل هندسية دقيقة، في مقدمتها التصميم الانسيابي شديد التطور الذي يقلل مقاومة الهواء إلى الحد الأدنى. إلى جانب ذلك، لا يتجاوز وزن فيلانت نحو 1,000 كيلوجرام فقط، وهو رقم استثنائي في عالم السيارات الكهربائية المعروفة بأوزانها المرتفعة بسبب البطاريات.

إطارات وأنظمة تقلل فاقد الطاقة

زُودت السيارة بإطارات شديدة النحافة قليلة مقاومة التدحرج، طُورت خصيصًا بالتعاون مع ميشلان  Michelin، إلى جانب أنظمة توجيه إلكترونية كاملة وأنظمة كبح إلكترونية تقلل الفاقد الميكانيكي، وتساعد على تحسين استغلال الطاقة المخزنة داخل البطارية البالغة سعتها 87 كيلوواط/ساعة.

مقارنة داخل عائلة رينو

لإظهار حجم الفارق، تعتمد رينو سينيك إي-تيك الكهربائية، وهي سيارة إنتاجية مخصصة للاستخدام اليومي، على سعة بطارية قريبة، لكنها تحقق مدى رسميًا يبلغ نحو 610 كيلومترات. هذا المدى ينخفض بوضوح عند القيادة بسرعات عالية، وهو ما يعكس الفارق بين سيارة اختبار كفاءة عالية وسيارة تلبي متطلبات العائلة والراحة والسلامة.

هدف علمي

تؤكد رينو أن مشروع فيلانت Filante لم يُنفذ بهدف تسجيل رقم قياسي فقط، بل كدراسة علمية متكاملة لاكتشاف طرق جديدة لتعظيم مدى السيارات الكهربائية. وتهدف الشركة إلى نقل ما توصلت إليه من حلول تتعلق بالوزن، والانسيابية، وإدارة الطاقة إلى سيارات الإنتاج المستقبلية بشكل تدريجي.

الواقع الحالي والمستقبل

تعترف رينو بأن سيارات الإنتاج التجاري لا تزال بعيدة عن تحقيق أرقام مماثلة. حاليًا، تُعد رينو 5 E-Tech أكثر سيارات الشركة كفاءة، بمتوسط استهلاك يقارب 6.9 أميال لكل كيلوواط/ساعة، بينما من المتوقع أن يقدم طراز توينجو الكهربائي الجديد أداءً أفضل بفضل حجمه الأصغر ووزنه الأخف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى