سلطت شركة مرسيدس-بنز Mercedes-Benz الضوء مؤخرًا على الأسباب الحقيقية وراء التحديات التي تواجهها سيارتها الكهربائية EQS، والتي لم تحقق النجاح المتوقع منذ إطلاقها، خاصة فيما يتعلق بجذب عملاء الفئة الفاخرة.
ورغم أن تصميم السيارة الكهربائية EQS أثار الكثير من الجدل منذ طرحها في الأسواق، إلا أن رئيس قسم التصميم في مرسيدس-بنز، جوردن فاجنر Gorden Wagener، يرى أن المشكلة الأساسية لا تتعلق بجمالية السيارة وحدها، بل بكونها “سَبَقَتْ عصرها بعشر سنوات”، على حد وصفه في تصريحاته صحفية.
تصميم لم يُفهم بالشكل الصحيح
أوضح فاجنر أن EQS لم تُطوّر كبديل مباشر للفئة S-Class التقليدية، بل جاءت بتوجه مختلف تمامًا، يركز على كفاءة الديناميكا الهوائية والتقنيات المستقبلية، وهو ما انعكس على تصميمها الانسيابي، والذي رغم فعاليته في تقليل مقاومة الهواء، لم يلقَ استحسان قطاع واسع من المشترين، خاصة محبي السيارات الفاخرة.
وأضاف فاجنر أن مرسيدس ربما أخطأت في تسويق EQS باعتبارها قريبة من S كلاس، وكان من الأجدر تقديمها كسيارة كوبيه فاخرة مستقبلية مثل CLS أو S-Class Coupe، مؤكدًا أن اختلاف فلسفة التصميم بين الطرازين كان عاملًا أساسيًا في صعوبة إقناع عملاء S-Class التقليديين بالتوجه نحو EQS الكهربائية.
توحيد لغة التصميم لجميع الطرازات
تعترف مرسيدس-بنز بأنها استخلصت الدروس من التجربة، وبدأت بالفعل العمل على توحيد لغة التصميم بين الطرازات الكهربائية والمزودة بمحركات احتراق داخلي، في خطوة تهدف لتعزيز هوية العلامة الألمانية وتسهيل تقبل الجمهور للسيارات الكهربائية.
ومن أبرز الأمثلة على هذا التوجه الجديد، طراز مرسيدس CLA الجديد الذي يتمتع بتصميم شبه موحد سواء في نسخته الكهربائية أو التي تعمل بالوقود، بالإضافة إلى قرار مرسيدس إلغاء تسمية EQ تدريجيًا، حيث لن يحمل الجيل الكهربائي المقبل من GLC اسم EQC، بل سيُطرح ضمن العائلة الأساسية، وهو نهج مشابه لاستراتيجية BMW التي توفر خيارات متعددة من المحركات ضمن نفس طراز السيارة.
كما أطلقت مرسيدس النسخة الكهربائية من الفئة G تحت اسم G580 with EQ Technology بدلًا من EQG، لتؤكد سعيها لدمج تكنولوجيا الكهرباء ضمن هويتها التقليدية دون الفصل بين الفئات.
هل مستقبل EQS في خطر؟
رغم التحديات، لم تتخلّ مرسيدس عن EQS، إذ تخطط لمنح السيارة تحديثًا جديدًا يشمل واجهة أمامية بتصميم أقرب لسيارات إس كلاس التقليدية، مع إدماج شعار النجمة الثلاثية في المصابيح الأمامية على مثل الجيل الجديد من CLA، وذلك في محاولة لتعزيز جاذبيتها وتمديد دورة حياتها لعدة سنوات مقبلة.
وتشير التوقعات إلى أن البديل الحقيقي لـ EQS سيكون النسخة الكهربائية من S-Class المنتظرة بحلول نهاية العقد الحالي، تحديدًا مع انطلاق الجيل الجديد من S-Class في 2030 تقريبًا.
فاجنر يدافع عن التصميم ..المشكلة في نظرة العملاء للسيارات الكهربائية
دافع جوردن فاجنر عن فلسفة التصميم الخاصة بعائلة EQ، معتبرًا أنها “هادفة ومتقدمة للغاية”، مشيرًا إلى أن التحديات التي تواجهها EQS ليست بسبب شكلها الخارجي فقط، بل بسبب نظرة العملاء السائدة للسيارات الكهربائية، التي لا تزال تُعتبر بالنسبة للكثيرين أقرب إلى “جهاز إلكتروني” سريع الاستهلاك مقارنة بسيارات البنزين التقليدية التي يُنظر إليها كقطع فاخرة طويلة الأمد تشبه الساعات الكلاسيكية.