أعلنت بورشه Porsche، تمسكها الكامل بمكانة سيارتها الكهربائية بورشه تايكان Porsche Taycan، ووصفتها بأنها الأفضل عالميًا في فئتها، رغم التحديات التي تواجهها في السوق.
جاء هذا التصريح على لسان روبرت آدر Robert Ader، الذي تولّى رسميًا منصب المدير العام لشركة بورشه في ألمانيا اعتبارًا من الأول من مايو 2025. وفي حوار صحفي، شدّد آدر على أن “بالنسبة لي، تعد تايكان أفضل سيارة كهربائية في العالم”. في رسالة واضحة لدعم هذا الطراز رغم المؤشرات السلبية الأخيرة في أرقام المبيعات.
تراجع المبيعات وضبط الإنتاج
وفي نفس السياق، أقرّ آدر بأن بورشه اضطرت مؤخرًا إلى تعديل مستويات إنتاج طراز تايكان، نظرًا لتراجع الطلب عن التوقعات الأصلية. فقد شهدت مبيعات تايكان خلال عام 2024 انخفاضًا حادًا بنسبة وصلت إلى 49% مقارنة بعام 2023، وهو تراجع برّرته الشركة بعملية التحوّل إلى النسخة المحدثة من السيارة، إلى جانب التباطؤ العام في تبني السيارات الكهربائية.
كما أظهرت الأرقام أن تسليمات بورشه تايكان خلال الربع الأول من عام 2025 انخفضت بنسبة 1% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، ما يعكس استمرار الضغط على هذا الطراز بالرغم من التحديثات التصميمية والتقنية التي حصل عليها مؤخرًا.
آدر ينفي دفع السيارة قسرًا إلى السوق
وردًا على الانتقادات التي ظهرت مؤخرًا، والتي أشارت إلى أن بورشه “تدفع سيارة تايكان قسرًا إلى السوق”، نفى آدر هذا الادعاء بشكل قاطع، معتبرًا أن السيارة لا تزال تحقق حضورًا معتبرًا في فئتها. وأوضح أن تايكان تستحوذ حاليًا على حصة سوقية تبلغ 20% ضمن فئة سيارات السيدان الكهربائية في السوق الألماني، رغم أن هذه الفئة ليست بالحجم الذي كانت تتوقعه الشركة سابقًا.
وأكد آدر أن تقييم أداء تايكان يجب أن يتم ضمن السياق الواقعي لتباطؤ نمو سوق السيارات الكهربائية، وليس بناءً على المقارنة بأرقام المبيعات التقليدية.
تايكان الجديدة ..تحديث شامل بمدى أطول
بعد مرور ست سنوات تقريبًا على إطلاق الجيل الأول من بورشه تايكان، حصلت السيارة في عام 2024 على تحديث شامل شمل العديد من التحسينات التقنية والتصميمية. ورغم ذلك، بدأت الشركة بالفعل التفكير في الجيل الثاني من Taycan، بحسب تصريحات سارة رضوي Sarah Razavi، مديرة قسم أنظمة الشحن والطاقة للطراز، التي أكدت أن المنصة الحالية J1 – والتي تشترك فيها بورشه مع طراز أودي إي-ترون GT Audi E-Tron GT – باتت تعاني من بعض القيود الهندسية.
وأشارت رضوي إلى أن الجيل الجديد من Taycan سيحاول تجاوز هذه التحديات عبر مدى أطول للبطارية وتحسين أداء الشحن، لكنها في الوقت نفسه أكدت أن تقنيات البطاريات الصلبة Solid-State Batteries لن تكون جاهزة في الوقت المناسب لطرح الجيل الثاني.
منافسة مرتقبة مع مرسيدس ومراجعة شاملة للاستراتيجيات الكهربائية
وفي الوقت الذي تستعد فيه بورشه لتحسين Taycan، فإن المنافسة ستشتد مع اقتراب طرح طراز جديد من مرسيدس Mercedes، يتمثل في النسخة الإنتاجية القادمة من النموذج الاختباري AMG GT XX، والذي يُتوقع أن يشكل تهديدًا مباشرًا لتايكان من حيث الأداء والفخامة.
لكن اللافت أن كلا الشركتين – بورشه ومرسيدس – بدأتا في مراجعة استراتيجياتهما الكهربائية، وأخذت خطوات واقعية لتأجيل بعض خطط التحول الكامل نحو الكهرباء. وأكد الرئيس التنفيذي لبورشه، أوليفر بلوم Oliver Blume، أن الشركة ستستمر في إنتاج طراز باناميرا Panamera بمحركات الاحتراق الداخلي حتى ما بعد عام 2030، في إشارة إلى استمرار الاعتماد على محركات البنزين لسنوات قادمة.
وفي الوقت ذاته، تعمل مرسيدس إيه إم جي Mercedes-AMG على تطوير جيل جديد من محركات V8، تؤكد الشركة أنها ستبقى في الخدمة حتى العقد المقبل.
بورشه تدرس استراتيجيات مرنة ..هل يمكن أن تعود بعض الطرازات إلى محركات البنزين؟
في ضوء التباطؤ العام في نمو سوق السيارات الكهربائية، تدرس بورشه حاليًا تعديل استراتيجيتها للجيل القادم من الطرازات، بحيث تشمل خيارات هجينة أو حتى بمحركات احتراق داخلي لطرازات كان من المقرر أن تكون كهربائية بالكامل.
ومع ذلك، استبعدت الشركة تمامًا أن يشمل هذا التعديل طراز تايكان نفسه، نظرًا لتقاطع ذلك مع موقع باناميرا Panamera في تشكيلة بورشه. فوجود نسخة تايكان بمحرك احتراق داخلي سيخلق تضاربًا مباشرًا مع شقيقتها السيدان الفاخرة، ما يجعل خيار الاحتفاظ بالتايكان كسيارة كهربائية حصريًا هو الأقرب.