تخضع السيارات المستوردة إلى مصر لمجموعة من القوانين واللوائح التي تهدف إلى ضبط السوق، وحماية الصناعة المحلية، وتوفير موارد مالية للدولة من خلال الرسوم الجمركية والضرائب المتنوعة. وتختلف هذه الرسوم حسب نوع السيارة سواء كانت تعمل بمحركات البنزين أو الديزل أو الكهرباء أو الهايبرد، كما تتأثر بشكل مباشر بالسعة اللترية للمحرك، بجانب عوامل أخرى مثل المنشأ وما إذا كانت السيارة قادمة من دول ترتبط باتفاقيات تجارة حرة مع مصر.
الرسوم الجمركية على سيارات البنزين
تعتبر سيارات البنزين الأكثر خضوعًا للرسوم الجمركية في مصر. حيث يتم تحديد القيمة الجمركية وفقًا للسعة اللترية للمحرك. السيارات ذات المحركات حتى 1600 سي سي تخضع لرسوم جمركية بنسبة 40% من القيمة CIF -قيمة السيارة شاملًا سعرها والفاتورة وتكلفة النقل والتأمين-. أما السيارات ذات المحركات من 1600 حتى 2000 سي سي فتخضع لرسوم تصل إلى 135%، في حين أن السيارات الأكبر من 2000 سي سي هي الأكثر تكلفة جمركيًا حيث تصل الرسوم الجمركية عليها إلى 135% بجانب ضريبة قيمة مضافة ورسوم أخرى.
سيارات الديزل وموقفها الجمركي
السيارات العاملة بالديزل لا تختلف كثيرًا عن سيارات البنزين من حيث المعاملة الجمركية، إلا أن الدولة تضع قيودًا إضافية على استيرادها، خاصة في الفئات المخصصة للركوب الشخصي. وتأتي هذه القيود ضمن سياسات الحد من الانبعاثات وحماية البيئة، إلى جانب ضمان عدم منافسة هذه السيارات بشكل غير متوازن في السوق المحلي.
السيارات الكهربائية وإعفاؤها الجمركي
من أبرز القرارات الحكومية التي أثرت بقوة على سوق السيارات في مصر خلال السنوات الأخيرة هو إعفاء السيارات الكهربائية بالكامل من الرسوم الجمركية. ويأتي ذلك دعمًا لسياسة الدولة في التحول نحو الطاقة النظيفة وتشجيع المواطنين على اقتناء سيارات صديقة للبيئة. ورغم هذا الإعفاء، فإن السيارات الكهربائية تخضع لضريبة قيمة مضافة بنسبة 14% بالإضافة إلى رسوم تنمية بسيطة تختلف باختلاف فئة السيارة.
السيارات الهجينة “الهايبرد”
تحظى السيارات الهجينة في مصر بمعاملة خاصة، حيث لا تُعفى بالكامل مثل السيارات الكهربائية، لكنها تتمتع بتخفيضات جمركية ملحوظة مقارنة بالسيارات التقليدية العاملة بالبنزين. وتختلف نسبة الجمارك المفروضة على سيارات الهايبرد حسب السعة اللترية للمحرك التقليدي الموجود بجانب المحرك الكهربائي.
ضريبة القيمة المضافة ورسوم التنمية
لا يقتصر الأمر على الرسوم الجمركية وحدها، إذ يتم تطبيق ضريبة قيمة مضافة بنسبة 14% على جميع السيارات المستوردة، باستثناء بعض الحالات الخاصة التي تحددها القوانين. كما تفرض الدولة رسوم تنمية على السيارات، وتختلف هذه النسبة حسب سعة المحرك ونوع السيارة، وغالبًا ما تتراوح بين 3% إلى 8.5% من القيمة الإجمالية للسيارة.
الاتفاقيات التجارية وأثرها على الرسوم الجمركية
تلعب الاتفاقيات التجارية دورًا محوريًا في تحديد الرسوم الجمركية على السيارات المستوردة. فعلى سبيل المثال، السيارات الأوروبية تستورد الآن إلى مصر بدون أي جمارك بفضل اتفاقية الشراكة المصرية الأوروبية، وهو ما أحدث طفرة في أسعار السيارات الأوروبية في السوق المحلي. أما السيارات القادمة من تركيا فتتمتع كذلك بإعفاءات كاملة نتيجة اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وتركيا. في المقابل، السيارات القادمة من أسواق شرق آسيا مثل الصين وكوريا الجنوبية تخضع للرسوم الجمركية المعتادة لعدم وجود اتفاقيات إعفاء شاملة.
انعكاسات المنظومة الجمركية على السوق المصري
أسعار السيارات في مصر تعكس بشكل مباشر النظام الجمركي المطبق. فارتفاع الجمارك على السيارات الأكبر من 2000 سي سي جعلها تقتصر على فئة محدودة من العملاء نظرًا لارتفاع أسعارها بشكل كبير بعد إضافة جميع الرسوم. في المقابل، ساهمت الإعفاءات الجمركية على السيارات الأوروبية والكهربائية في زيادة الطلب عليها، لتشكل حصة متنامية من المبيعات في السوق المحلي. كما دفعت هذه السياسات شركات السيارات العالمية لإعادة النظر في استراتيجياتها التصديرية لمصر، حيث أصبح التركيز الأكبر على الطرازات الكهربائية والهجينة، بجانب السيارات ذات المحركات الصغيرة والمتوسطة.
تتجه الدولة المصرية إلى إعادة هيكلة نظام الجمارك والضرائب بما يتناسب مع سياسات الاستدامة والتحول إلى الطاقة النظيفة. ومن المتوقع أن تزداد الحوافز للسيارات الكهربائية والهجينة خلال السنوات القادمة، بما في ذلك تقديم إعفاءات أوسع وتسهيلات في الترخيص، وهو ما سيغير خريطة سوق السيارات المصري بشكل كبير.
