فورد تعلن انتقال مقرها الرئيسي من “البيت الزجاجي” بعد 70 عامًا -ما القصة ؟

أعلنت شركة فورد Ford Motor Company رسميًا في الخامس عشر من سبتمبر أنها ستنقل مقرها الرئيسي التاريخي المعروف باسم “البيت الزجاجي” Glass House، والذي ظل يخدم الشركة لأكثر من سبعين عامًا منذ افتتاحه عام 1956، إلى مقر جديد حديث ضمن مركز تطوير المنتجات والأبحاث والهندسة في مدينة ديربورن بولاية ميشيجان. ومن المقرر أن يتم الانتقال في نوفمبر 2025، في خطوة اعتبرتها الشركة بداية فصل جديد من الابتكار والتعاون بين قياداتها وفرقها الهندسية.
مقر حديث يعكس تحول فورد نحو المستقبل
أكدت الشركة أن المقر الجديد أكبر بمرتين من المبنى القديم المكون من 12 طابقًا، حيث صُمم على مساحة تبلغ 700 فدان ليجمع تحت سقفه نحو أربعة آلاف موظف من أقسام الهندسة والتصميم والتقنيات المتطورة في بيئة عمل واحدة متكاملة. وأوضحت فورد أن الهدف من هذا التجمع هو تعزيز الابتكار وتسريع وتيرة تطوير المركبات عبر تقليل المسافات الزمنية والمكانية بين كبار المسؤولين والمهندسين والمصممين.
وفي رسالة مشتركة وجهها كل من بيل فورد Bill Ford، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي، وجيم فارلي Jim Farley، الرئيس التنفيذي للشركة، للعاملين، تم التأكيد على أن هذا الانتقال يمثل أكثر من مجرد مبنى جديد، بل يعد رمزًا ماديًا لتحول الشركة الاستراتيجي تحت مظلة خطة Ford+. وقالا في خطابهما: “للفوز في هذه الحقبة الجديدة، يجب أن نعمل معًا بشكل أوثق من أي وقت مضى”.
بيئة عمل متكاملة ومرافق متطورة للموظفين
المقر الجديد يضم ست استوديوهات تصميم متكاملة، وصالة عرض ضخمة تتيح مراجعة المنتجات بشكل كامل في مكان واحد، إضافة إلى أكثر من 300 غرفة اجتماعات مجهزة بأحدث التقنيات. كما اهتمت الشركة بتوفير مرافق متطورة للموظفين تشمل قاعة طعام ضخمة مساحتها 160 ألف قدم مربع تحتوي على سبعة مطاعم تقدم قوائم طعام متغيرة، وغرفًا مخصصة للصحة والراحة، وغرفًا للأمهات، ومساحات للفعاليات، إلى جانب ساحة داخلية مغطاة بمساحة 100 ألف قدم مربع، و12 فدانًا من المساحات الخضراء المخصصة للمشي لربط مختلف مباني الحرم الجامعي في ديربورن.
وتؤكد فورد أن الموقع الجديد تم اختياره بعناية لتسهيل التعاون بين الإدارات المختلفة، حيث سيكون نحو 14 ألف موظف على بُعد 15 دقيقة فقط سيرًا على الأقدام من المقر الرئيسي الجديد، وهو ما يتيح فرص تواصل مباشرة وسريعة بين الإدارات التنفيذية والفرق الهندسية.
تصريحات بيل فورد حول المبنى القديم
وفي مقابلة مع صحيفة، أوضح بيل فورد أن المقر الجديد يختلف كليًا عن المباني السابقة، مشيرًا إلى أن بعض مرافق الشركة باتت قديمة ولم تشهد تطويرًا منذ التحاقه بالشركة عام 1979. وأكد أن جمع القيادات التنفيذية وفرق تطوير المنتجات في مكان واحد سيختصر وقتًا ثمينًا كان يُهدر في التنقل بين المواقع المختلفة لمراجعة المنتجات. وأضاف: “اليوم، إذا أردت حضور اجتماع في موقع آخر، قد يستغرق الأمر ساعتين من وقتك بين الانتقال والانتظار. المقر الجديد سيتيح تفاعلًا مباشرًا وفي الوقت الفعلي بين الاستوديوهات والمهندسين والمديرين التنفيذيين”.

نهاية “البيت الزجاجي”
المبنى القديم الذي عرف باسم “البيت الزجاجي” Glass House، واسمه الرسمي مركز هنري فورد الثاني العالمي Henry Ford II World Center، كان واحدًا من أضخم المباني المكتبية التي تشغلها شركة واحدة عند افتتاحه عام 1956. وقد شهد عبر تاريخه الممتد سبعة عقود الكثير من الإنجازات البارزة للشركة، لكنه يمثل أسلوب عمل يعود إلى حقبة مختلفة، حيث كان الموظفون يعملون في مكاتب مغلقة ومنفصلة بعيدًا عن مفهوم العمل الجماعي والتعاون.
ورغم المكانة الرمزية لهذا الصرح، أكدت الشركة أنه سيتم إخلاؤه نهائيًا في النصف الأول من عام 2026 ليخضع بعد ذلك لعملية تفكيك مستدامة تستغرق نحو 18 شهرًا، مع إعادة توظيف الموقع لخدمة المجتمع المحلي.