استحواذ BMW على ألبينا ALPINA ..لانطلاقة 2026

رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على إعلان استحواذ مجموعة BMW على حقوق استخدام علامة ألبينا ALPINA، يتضح أن ملامح التحول الاستراتيجي لهذه العلامة لم تدخل حيز التنفيذ بعد، حيث ما زالت ألبينا تعمل بموجب الاتفاقية القديمة التي ستستمر حتى 31 ديسمبر 2025. وبناءً على ذلك، لن يبدأ تطبيق الاستراتيجية الجديدة لمجموعة BMW تجاه العلامة سوى مع بداية عام 2026، وهو ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة كليًا في مسيرة ألبينا.
خلفية الصفقة ودوافع BMW
أوضح أندرياس بوڤينزيبين Andreas Bovensiepen، الرئيس التنفيذي لشركة ألبينا ونجل مؤسسها الراحل بوركارد بوڤينزيبين Burkard Bovensiepen، أن مبادرة الاستحواذ لم تكن من جانب ألبينا، وإنما جاءت من BMW نفسها. وكشف أن الشركة الألمانية العملاقة رأت أن القوانين البيئية الصارمة التي يفرضها الاتحاد الأوروبي تجعل من الصعب على شركات السيارات الصغيرة الاستمرار بشكل مستقل، خاصة مع ارتفاع تكاليف تطوير السيارات الكهربائية والهجينة.
وأضاف أندرياس أن ألبينا التي اشتهرت بتقديم سيارات غراند تورر فاخرة بمحركات كبيرة مثل محركات Inline-Six سداسية الأسطوانات و V8 ثمانية الأسطوانات، ستواجه تحديًا هائلًا في الالتزام بالمعايير البيئية الصارمة دون أن تكون لديها محفظة من الطرازات الكهربائية أو الهجينة القادرة على موازنة نسب الانبعاثات الكلية لأسطولها. ومع غياب الطلب الكبير من عملائها على السيارات الكهربائية الخالصة، فإن استقلالية العلامة كانت ستصبح شبه مستحيلة في ظل المتغيرات الحالية.
التحديات التنظيمية في أوروبا وتأثيرها على ألبينا
القوانين الأوروبية تعد من الأكثر صرامة في العالم فيما يخص الانبعاثات، حيث يفرض الاتحاد الأوروبي أهدافًا صارمة لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مع الإبقاء على خطة حظر بيع السيارات الجديدة المزودة بمحركات احتراق داخلي بحلول عام 2035. ورغم أن هذه الخطة ستخضع لمراجعة بحلول نهاية العام الجاري، إلا أن مستقبل المحركات التقليدية يظل مهددًا على المدى الطويل. هذا يعني أن ألبينا، التي لم تطرح أي طرازات كهربائية بالكامل حتى الآن، كانت ستواجه غرامات باهظة بسبب تجاوز حدود الانبعاثات، ما لم تستفد من هيكل مجموعة BMW الأكبر الذي يتيح لها دمج سيارات كهربائية وهجينة ضمن انتاجها.
تفاصيل الصفقة بين BMW وألبينا
على الرغم من الحديث عن استحواذ، أوضح أندرياس بوڤينزيبين أن BMW لم تشترِ الشركة نفسها، بل حصلت فقط على حقوق استخدام العلامة التجارية ALPINA. وأكد أن البيان الصحفي الأصلي الذي صدر عند الإعلان عن الصفقة منذ ثلاث سنوات نص بوضوح على أن “أي أسهم في الشركة لن يتم الاستحواذ عليها”. ووفقًا لذلك، ستظل شركة ألبينا الأصلية تحت إدارة عائلة بوڤينزيبين، مع تغيير اسمها التجاري لتعمل تحت اسم العائلة، وستواصل تقديم خدماتها في مجال التطوير الهندسي لمجموعة BMW.
استمرار عائلة بوڤينزيبين في الابتكار
لم تتوقف عائلة بوڤينزيبين عن العمل بعد توقيع الاتفاقية، بل أعادت صياغة هويتها وأطلقت مشروعات خاصة. ففي وقت سابق من هذا العام، كشفت عن سيارة بالتعاون مع شركة زاجاتو Zagato الإيطالية الشهيرة، حيث تم تحويل سيارة BMW M4 Convertible إلى نسخة كوبيه، تميزت بسقف مزدوج الانحناء على طريقة Double-Bubble Roof. ومن المقرر أن يبدأ إنتاج هذه السيارة في منتصف عام 2026 بعدد محدود للغاية، وبسعر يتراوح بين 400 ألف و500 ألف يورو.
التاريخ العريق لعلامة ألبينا
تأسست ألبينا ALPINA في عام 1965 على يد بوركارد بوڤينزيبين Burkard Bovensiepen، وبدأت كمنشأة صغيرة متخصصة في تطوير أنظمة حقن الوقود لسيارات BMW. سرعان ما اكتسبت شهرة واسعة بفضل براعتها في تعديل سيارات BMW وإضافة لمسات من الأداء والفخامة. خلال السبعينيات والثمانينيات، عززت الشركة مكانتها كأحد أهم الأسماء في عالم السيارات الألمانية عالية الأداء، حيث قدمت سيارات مميزة تجمع بين الفخامة المطلقة والقوة الرياضية، وكانت بمثابة الخيار الأكثر تميزًا لمن يرغب في الحصول على BMW مختلفة عن الطرازات القياسية. وعلى مدار العقود، أصبحت سيارات ألبينا تحظى بمكانة عالية بين هواة السيارات في أوروبا والعالم، خاصة مع تقديم طرازات مثل B7 المبنية على الفئة السابعة وB3 المبنية على الفئة الثالثة.
مستقبل ألبينا تحت مظلة BMW
مع دخول الاتفاقية الجديدة حيز التنفيذ مطلع عام 2026، ستتولى مجموعة BMW رسم استراتيجية جديدة لتطوير علامة ألبينا، بحيث تتوافق مع متطلبات المستقبل الذي تقوده السيارات الكهربائية والهجينة.