فورمولا-1 ..ماكس فريستابن يفعلها في قطر ويحقق انتصار تاريخي ويأجل الحسم لجولة أبو ظبي
شهدت بطولة العالم للـ فورمولا-1 تحولًا كبيرًا قبل الجولة الختامية في أبوظبي، وذلك بعد أن تمكن السائق الهولندي ماكس فيرستابن Max Verstappen سائق ريد بُل Red Bull من الفوز بسباق جائزة قطر الكبرى Qatar Grand Prix في واحدة من أكثر جولات الموسم إثارة، ليعادل رصيد الانتصارات مع منافسيه لاندو نوريس Lando Norris و أوسكار بياستري Oscar Piastri عند سبعة انتصارات لكل منهم. هذا الفوز جاء بعد قرار استراتيجي محوري اتخذه فريق مكلارين McLaren، والذي كان مخالفًا لجميع الفرق الأخرى، وأسفر في النهاية عن تغيير مسار السباق بالكامل.

فيرستابن استغل هذا القرار بشكل مثالي، ليحسم الفوز السابع له هذا الموسم، بينما أنهى بياستري السباق في المركز الثاني رغم أن الإستراتيجية كانت تمنحه أفضلية كبيرة لتحقيق الفوز، في حين جاء نوريس رابعًا خلف كارلوس ساينز Carlos Sainz سائق ويليامز Williams، والذي حصل على منصة تتويج غير متوقعة.
وبنتيجة سباق قطر، يتجه السائقون الثلاثة إلى الجولة الأخيرة على حلبة مرسى ياس في أبوظبي ما بين 5 و7 ديسمبر، مع تصدر نوريس الترتيب بفارق 12 نقطة فقط عن فيرستابن، بينما يتراجع بياستري إلى المركز الثالث بفارق أربع نقاط خلف بطل العالم أربع مرات.
إذا نجح فيرستابن في الفوز في أبوظبي، فسيكون على نوريس إنهاء السباق في مركز لا يقل عن الثالث لتحقيق اللقب لأول مرة في مسيرته.


قرار مكلارين الذي قلب موازين السباق
الحظة الحاسمة في سباق قطر جاءت عند اللفة السابعة، حين اصطدم بيار جاسلي Pierre Gasly سائق ألبين Alpine مع نيكو هولكنبرغ Nico Hulkenberg سائق ساوبر Sauber أثناء محاولة الأخير تجاوزه من الخارج عند المنعطف الأول. ونتيجة الحادث توقفت سيارة هولكنبرغ على جانب الحلبة، مما استدعى دخول سيارة الأمان.
هذا التوقيت خلق حالة استراتيجية حساسة للغاية، إذ تبقى 50 لفّة حتى النهاية، مع وجود قيود صارمة من شركة بيريللي Pirelli بعدم إمكانية استعمال الإطارات لأكثر من 25 لفة. هذا يعني أن أي فريق يتوقف في تلك اللحظة سيتجه تلقائيًا إلى إستراتيجية ثنائية التوقف، مع توقف ثانٍ إلزامي عند اللفة 32.
جميع الفرق تقريبًا التزمت بالحسابات الواقعية، التوقف تحت سيارة الأمان كان يوفر وقتًا كبيرًا، كما أن التجاوز على حلبة لوسيل Lusail صعب جدًا. ولذلك سار الجميع في اتجاه واحد إلا مكلارين.
الفريق برر للسائقين أن التوقف في تلك اللحظة سيُفقدهم مرونة الخيارات الإستراتيجية لاحقًا، لكن النتيجة كانت واضحة منذ البداية، تأخير التوقف كان سيمنح فيرستابن الأفضلية في نهاية السباق. وقد أثبتت الأحداث صحة ذلك تمامًا، إذ تراجع سائقو مكلارين خلف فيرستابن بعد توقفهم الأول، ثم عادوا للصدارة عند توقفه، قبل أن يفقدوها مجددًا عند توقفهم الأخير دون القدرة على بناء الفارق المطلوب.
نوريس نفسه أكد بعد السباق أنّ القرار كان خاطئًا منذ لحظته الأولى، بينما أشار الفريق إلى أنّ واحدًا من أسباب ترددهم كان تجنب وقوف نوريس خلف بياستري في التوقف المزدوج، الأمر الذي كان سيكلفه خسارة عدة مراكز أخرى أمام كيمي أنطونيلي Kimi Antonelli سائق مرسيدس Mercedes وساينز سائق ويليامز.
إحباط لدى بياستري وتألق مطلق من فيرستابن
أوسكار بياستري حاول إنقاذ السباق من خلال اقتراحه تقديم موعد التوقف الثاني إلى اللفة 42، أملاً في قطع أكبر مسافة ممكنة على الإطارات الجديدة وملاحقة فيرستابن. ورغم جهوده، ورغم أنه قلص الفارق إلى ثماني ثوانٍ فقط، فإن فيرستابن لم يكن تحت أي ضغط فعلي في اللفات الأخيرة.
بياستري عبّر عن استيائه الواضح عبر الراديو قائلاً: “لا توجد كلمات”. وفي تصريحاته بعد السباق أكد أنه قاد بأفضل ما لديه، لكنه اصطدم بقرار إستراتيجي غير صائب، وأن الفريق سيعيد تحليل ما حدث.
أما فيرستابن، فأشاد بقرار فريقه قائلاً إنه كان “القرار الذكي”، وأنه سعيد للغاية بالبقاء في قلب معركة اللقب حتى اللحظة الأخيرة. ووصف إستراتيجية مكلارين بأنها “متحفّظة وغريبة قليلًا”، لكنه أكد في الوقت ذاته أن الحفاظ على الإطارات كان عنصرًا حاسمًا.
نوريس بدوره اعترف بأن فريقه خاطر بشكل غير ضروري، مشيرًا إلى أنه دخل عطلة نهاية الأسبوع دون توقعات كبيرة، لكنه لم يتمكن من تقديم الأداء المطلوب نتيجة الحسابات الإستراتيجية الخاطئة.
نوريس كان قريبًا من خسارة السيطرة على السيارة عند المنعطف الرابع عشر في اللفة 35، في لحظة كادت تضع حدًا لسباقه. أما في اللفات الأخيرة، فخرج من وقفة الصيانة في المركز الخامس خلف ساينز وأنطونيلي وبقي لفترة طويلة عاجزًا عن تجاوز السائق الإيطالي الموهوب. وفي اللفة قبل الأخيرة، ارتكب أنطونيلي خطأ بالخروج عن المسار، فاستغل نوريس الفرصة وتجاوزه، قبل أن يطارد ساينز حتى خط النهاية بفارق 0.6 ثانية فقط.
منصة غير متوقعة لساينز
كارلوس ساينز قدم سباقًا استثنائيًا مع فريق ويليامز، مستفيدًا من أخطاء الآخرين ومن الوتيرة القوية التي امتلكها. وقد استفاد من خطأ مبكر لجورج راسل George Russell جعله يتقدم عليه في اللفات الأولى، ثم حصل على مركز إضافي عندما اضطر أنطونيلي للتوقف تحت سيارة الأمان.
في وقت لاحق، استفاد أيضًا من خطأ فرناندو ألونسو Fernando Alonso الذي انزلق بسيارته الأستون مارتن Aston Martin وفقد مركزين لصالح إسّاك هادجار Isack Hadjar وراسل. ولكن مع تعرض هادجار لثقب في الإطار، تمكن ألونسو من استعادة مركز واحد لينهي السباق سابعًا بنتيجة قوية على سيارة تفتقد للمنافسة.
أما المراكز المتبقية داخل النقاط فجاءت من نصيب شارل لوكلير Charles Leclerc لصالح فيراري Ferrari، وليام لوسون Liam Lawson سائق رايسينغ بولز Racing Bulls، ويوكي تسونودا Yuki Tsunoda سائق ريد بُل.
المراكز العشرة الأولى

وجاء ترتيب المراكز العشرة الأولى في سباق جائزة قطر الكبرى للفورمولا-1، ماكس Max Verstappen ريد بُل Red Bullفي المركز الأول، وتلاه في المركز الثاني أوسكار بياستري Oscar Piastri – مكلارين McLarenالذي قدم سباقًا قويًا رغم تأثير الإستراتيجية عليه، بينما حصل كارلوس ساينز Carlos Sainz – ويليامز Williamsعلى المركز الثالث بعد أداء مفاجئ ومميز.
وفي المركز الرابع جاء لاندو نوريس Lando Norris – مكلارين McLarenالذي حاول تقليل الخسائر قدر الإمكان، تبعه كيمي أنطونيلي Kimi Antonelli – مرسيدس Mercedes في المركز الخامس خلال أحد أقوى عروضه هذا الموسم، ثم جورج راسل George Russell – مرسيدس Mercedes في المركز السادس. واحتل فرناندو ألونسو Fernando Alonso – أستون مارتن Aston Martin المركز السابع مستعيدًا بعض النقاط المهمة لفريقه، بينما جاء شارل لوكلير Charles Leclerc – فيراري Ferrari في المركز الثامن، وحقق ليام لوسون Liam Lawson – رايسينج بولز Racing Bullsالمركز التاسع، في حين أكمل يوكي تسونودا Yuki Tsunoda – ريد بُل Red Bull قائمة المراكز العشرة بحلوله في المركز العاشر
نحو الجولة الحاسمة في أبوظبي
تتجه الأنظار الآن إلى سباق أبوظبي على حلبة مرسى ياس، حيث يعيش متابعي الفورمولا-1 لحظة مشابهة لسباقات اللقب الشهيرة مثل موسم 2010 الذي حسمه سيباستيان فيتيل Sebastian Vettel لأول مرة، أو موسم 2021 الذي شهد صراعًا تاريخيًا بين فيرستابن ولويس هاميلتون Lewis Hamilton.








