فورد Ford تواجه أزمة جودة غير مسبوقة مع 138 استدعاء خلال 2025
شهدت شركة فورد Ford واحدة من أكثر سنواتها اضطرابًا على صعيد الجودة، بعد أن سجّلت حتى نهاية شهر نوفمبر 138 استدعاء رسميًا وفق بيانات الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة NHTSA. وهو العدد الأكبر بين جميع الشركات المصنعة في الولايات المتحدة خلال عام 2025، متفوقًا بفارق كبير على الشركات المنافسة مثل كرايسلر Chrysler التي أصدرت 47 استدعاء فقط، و جنرال موتورز General Motors بـ26 استدعاء.
بداية مبكرة لأزمة طويلة
بدأت مشاكل الاستدعاءات لدى فورد منذ منتصف يناير، عندما أصدرت الشركة أربع حملات استدعاء شملت أعطالًا تتعلق بفقدان القدرة على القيادة ومشكلات في تجميع أنظمة التوجيه. وبحلول نهاية مايو، سجّلت الشركة أعلى عدد استدعاءات في يوم واحد بواقع 13 استدعاء، وهو رقم يفوق عدد استدعاءات بعض الشركات المنافسة خلال عام كامل.
هذه البداية الحادة كانت مؤشرًا واضحًا على أن فورد مقبلة على عام صعب، وهو ما تأكد لاحقًا مع تراكم المشكلات التقنية والهندسية عبر طرازاتها المختلفة.
تكشف البيانات الرسمية أن الأنظمة الكهربائية شكّلت النسبة الأكبر من الاستدعاءات، وهي مشكلة مزمنة ظهرت في عدد ضخم من الطرازات. ومن بين أبرز الأعطال المسجلة:
أعطال الكاميرات الخلفية Back-Up Camera Failures
تصدرت مشاكل الكاميرات الخلفية قائمة الأسباب، مع تسجيل عشرات الاستدعاءات المتعلقة بعدم عرض الصورة أو ظهورها بشكل مشوّه أو غير مستقر. وتشمل هذه الأعطال طرازات متنوعة مثل F-150 وExplorer وBronco وEdge وTransit، هذا الخلل يمسّ بشكل مباشر متطلبات السلامة الفيدرالية FMVSS 111، ويعدّ أحد أبرز التحديات التقنية التي تواجه الشركة.
أعطال ذات صلة بالأنظمة الكهربائية Electrical System Malfunctions
شملت هذه الفئة مشكلات تتعلق بالأجهزة الإلكترونية، وانقطاع الطاقة، وخلل شاشات العدادات، وتعطّل تفعيل الأكياس الهوائية وفق معايير FMVSS، وهي أعطال تؤثر على قدرة السائق على التحكم بالسيارة بأمان في ظروف القيادة المختلفة.
مشاكل في مجموعة الدفع Powertrain Issues
برزت أيضاً مجموعة من الاستدعاءات المتصلة بفقدان القوة الدافعة، خلل التروس، انتقال ناقل الحركة إلى الوضع المحايد أثناء القيادة، أو تسربات محتملة يمكن أن تسبب حرائق. كما طالت مشكلات البطاريات عالية الجهد بعض المركبات الكهربائية مثل F-150 Lightning وMustang Mach-E.
تسرب الوقود ومخاطر الحرائق Fuel System & Fire Hazards
عدد من الاستدعاءات كان مرتبطًا بتسرب الوقود أو أعطال في مضخة الوقود، أو ارتفاع حرارة بعض المكوّنات، ما يرفع احتمال حدوث حريق في المحرك أو أسفل المركبة.
أعطال في المكابح Brake System Issues
تنوّعت هذه الأعطال بين فقدان وظائف مكابح كهربائية، وأعطال في خراطيم المكابح، ومشكلات تسريب لزيوت الفرامل، وبعضها أدى إلى فقدان قوة الكبح بشكل مفاجئ.
مشاكل في الأجزاء الميكانيكية الهيكلية Structural & Mechanical Issues
شملت هذه المشاكل انفصال أذرع التحكم الأمامية، خلل في أحزمة الأمان، مسامير مفكوكة في المقاعد، وانفصال مكوّنات هيكلية يمكن أن تؤثر على ثبات المركبة.
رد فورد ..تحسين الجودة قد يعني “ارتفاعًا إضافيًا” في عدد الاستدعاءات
من جانبه أقرّ الرئيس التنفيذي جيم فارلي Jim Farley بوجود مشكلات حقيقية في جودة بعض الطرازات، وأكد أن عدد الاستدعاءات قد يرتفع مستقبلًا بسبب تدهور الجودة، بل نتيجة تعزيز إجراءات التدقيق الداخلي.
وقال فارلي إن العديد من المشكلات الحالية ترتبط بطرازات صُنعت في عامي 2015 و2016، وإن الشركة باتت تعتمد على فريق أكبر من المهندسين والمفتشين لمراجعة ومعالجة أي ملاحظات قد تهدد السلامة. وأضاف أن “الاستدعاءات هي آخر مؤشرات الجودة التي تتحسن، بينما بدأت ضمانات الإصلاح بالفعل بالانخفاض”.
الانعكاسات على سمعة الشركة ومستقبلها
رغم أن الاستدعاءات ضرورية لتعزيز السلامة وكشف العيوب مبكرًا، إلا أن وصول عددها إلى 138 استدعاء يضع فورد في موقف صعب أمام الأسواق والمستهلكين.
ومع ذلك، يؤكد محللون أن الاعتراف بالمشكلات والتحرك لإصلاحها قد يشكل نقطة تحول إيجابية إذا نجحت فورد في تطبيق خطط الجودة الجديدة بفاعلية.








