قبل شراء سيارة كهربائية انظر لأهم عنصر “المدى الكهربائي” ..بين الأرقام الرسمية وأرض الواقع

قبل الإقدام على شراء سيارة كهربائية EV، يبقى المدى الكهربائي هو العامل الأكثر تأثيرًا في تجربة الاستخدام اليومية، مهما تنوعت التجهيزات أو ارتفع مستوى الأداء أو تطورت أنظمة الترفيه. المدى الكهربائي لا يحدد فقط عدد الكيلومترات التي يمكن قطعها بشحنة واحدة، بل يحدد أيضًا أسلوب القيادة، وتخطيط الرحلات، ومدى الاعتماد على السيارة في الاستخدام اليومي أو السفر لمسافات طويلة.

ما هو المدى الكهربائي وكيف يُقاس

المدى الكهربائي هو المسافة التي تستطيع السيارة الكهربائية قطعها اعتمادًا على شحنة كاملة للبطارية. الشركات المصنعة تعلن هذا الرقم وفق دورات اختبار معتمدة، أشهرها دورة WLTP الأوروبية، ودورة EPA الأمريكية. دورة WLTP تميل إلى تقديم أرقام أعلى نسبيًا لأنها تعتمد سيناريوهات قيادة أكثر مرونة، بينما تُعد أرقام EPA أكثر تحفظًا وتعكس استخدامًا أقرب للواقع في كثير من الحالات.

عند مقارنة سيارات مثل تسلا موديل 3 Tesla Model ، ومرسيدس-بنز  Mercedes-Benz EQE، وهيونداي أيونيك Hyundai Ioniq 5، تظهر فروق واضحة بين الأرقام المعلنة وبين ما يتحقق فعليًا على الطرق السريعة أو داخل المدن المزدحمة.

الفرق بين الأرقام الرسمية والواقع العملي

المدى المعلن لا يعني بالضرورة أن السيارة ستحقق نفس الرقم في الاستخدام الحقيقي. القيادة بسرعات مرتفعة على الطرق السريعة تقلل المدى بشكل ملحوظ، كما أن استخدام التكييف أو التدفئة، خاصة في الأجواء الحارة أو الباردة، يؤثر مباشرة على استهلاك الطاقة. كذلك يلعب وزن السيارة، وحجم العجلات، ونوع الإطارات، وأسلوب القيادة دورًا أساسيًا في تحديد المدى الفعلي.

على سبيل المثال، قد تُعلن سيارة مثل فولكس فاجنVolkswagen ID.4 مدى يتجاوز 500 كيلومتر وفق دورة  WLTP، بينما ينخفض هذا الرقم في الاستخدام الواقعي إلى ما بين 400 و430 كيلومترًا حسب ظروف القيادة.

سعة البطارية ليست الرقم الوحيد

كثير من المشترين يركزون على سعة البطارية المقاسة بالكيلوواط/ساعة، لكن هذا الرقم وحده لا يعكس الصورة الكاملة. الكفاءة تلعب دورًا لا يقل أهمية، فسيارة ببطارية أصغر ولكن بكفاءة عالية قد تحقق مدى قريبًا أو حتى أفضل من سيارة ببطارية أكبر ولكن باستهلاك أعلى.

سيارات مثل هيونداي كونا الكهربائية Hyundai Kona Electric تُعد مثالًا واضحًا على ذلك، حيث تقدم مدى عمليًا جيدًا بفضل كفاءتها العالية، رغم أن سعة بطاريتها أقل من بعض المنافسين.

المدى وعلاقته بالبنية التحتية للشحن

اختيار سيارة بمدى كهربائي مناسب يرتبط بشكل مباشر بتوفر محطات الشحن. في المدن التي تمتلك بنية تحتية محدودة، يصبح المدى الطويل عنصر أمان وراحة، حيث يقلل من الحاجة إلى الشحن المتكرر. أما في المدن التي تنتشر فيها محطات الشحن السريع، فيمكن التعايش بسهولة مع مدى أقل، خاصة إذا كانت السيارة تدعم شحنًا سريعًا بقدرة عالية.

هنا يظهر الفارق بين سيارات مثل كيا Kia EV6 وتسلا موديل  Tesla Model Y، حيث لا يعتمد الأمر فقط على عدد الكيلومترات، بل على سرعة استعادة المدى خلال فترات الشحن القصيرة.

المدى المناسب لكل مستخدم

لا يوجد مدى كهربائي مثالي يناسب الجميع. من يستخدم السيارة داخل المدينة لمسافات قصيرة قد يجد أن مدى يتراوح بين 300 و350 كيلومترًا كافٍ تمامًا. أما من يعتمد على السيارة في السفر أو القيادة اليومية الطويلة، فسيكون بحاجة إلى مدى يتجاوز 450 أو 500 كيلومتر لتقليل التوقفات والتخطيط المستمر للشحن.

كما يجب الانتباه إلى أن المدى يتراجع بمرور الوقت مع تقدم عمر البطارية، وإن كان هذا التراجع يحدث بشكل تدريجي ومحدود في معظم السيارات الحديثة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى