في عالم السيارات، حيث تصنف تويوتا Toyota بأنها واحدة من أكثر الشركات الموثوقة والمحبوبة عالميًا، جاءت أزمة التسارع غير المقصود لتشكل صدمة كبيرة للعلامة اليابانية العملاقة. في أكبر عملية استدعاء شهدها تاريخ تويوتا على الإطلاق، طُلب من ملايين السيارات حول العالم العودة إلى مراكز الصيانة بسبب خلل كارثي تسبب في تسارع المركبات بشكل غير مقصود، ما أدى إلى وقوع آلاف الحوادث وسقوط عدد كبير من الضحايا.
تفاصيل الأزمة
بدأت الأزمة في أواخر عام 2009 واستمرت حتى عام 2010، عندما ظهرت تقارير عديدة تفيد بأن سيارات تويوتا بدأت تتسارع من تلقاء نفسها دون أي تدخل من السائق. الحادثة الأولى التي جذبت الانتباه كانت لعائلة أمريكية فقدت أربعة أفراد بسبب تسارع غير متحكم فيه في سيارة لكزس Lexus ES350التي تعد القطاع الفاخر للعلامة اليابانية.
عدد السيارات المتأثرة والطرازات
تويوتا أعلنت عن استدعاء أكثر من 8.1 مليون سيارة حول العالم، شملت طرازات متنوعة، منها، تويوتا كامري Toyota Camry وتويوتا كورولا Toyota Corolla وتويوتا بريوس الهجينة Toyota Prius وتويوتا راف Toyota RAV4 ولكزس ES و لكزس Lexus ES and RX.
الأسباب التقنية وراء الخلل
تعددت الأسباب التي أدت إلى هذه المشكلة، لكن أبرزها كانت، عيوب في دواسات السرعة، وجود عيوب تصنيع في تصميم الدواسات تسبب في التصاقها وعدم عودتها لوضعها الطبيعي.
ايضاً تسببت في المشكلة السجاد الداخلي، حيث أن تصميم السجاد الأمامي في بعض الطرازات كان يؤدي إلى انزلاقه تحت الدواسة، مما يمنع عودتها.
ايضاً مشاكل إلكترونية محتملة، رغم أن تويوتا نفت وجود أي خلل إلكتروني، إلا أن خبراء رجحوا أن النظام الإلكتروني المسؤول عن التحكم في السرعة قد يكون متورطًا.
حجم الخسائر المادية والبشرية
عدد الحوادث والضحايا
تم الإبلاغ عن أكثر من 89 حالة وفاة مرتبطة بهذه المشكلة، وقوع 6,200 حادث مروري على الأقل نتج عنها مئات الإصابات.
الخسائر المادية
تويوتا دفعت غرامات قياسية بلغت 1.2 مليار دولار للحكومة الأمريكية لتسوية قضايا تتعلق بالتستر على العيوب وتأخير الإعلان عنها.
تحملت الشركة تكاليف إضافية لاستبدال القطع المعيبة، وإعادة تصميم الطرازات، وتعويض المتضررين، ليصل إجمالي الخسائر إلى أكثر من 5 مليارات دولار.
ردود الفعل والإجراءات التي اتخذتها تويوتا
استجابة الشركة
بادرت تويوتا بسحب السيارات المتأثرة بشكل فوري، كما أوقفت مبيعات الطرازات المتضررة مؤقتًا، أعلنت عن تحديثات شاملة لأنظمة السيارات، وتقديم قطع بديلة مجانية.
الإجراءات الإضافية
تحسين إجراءات مراقبة الجودة داخل مصانعها، إطلاق حملات توعية للسائقين حول كيفية التعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة، تعيين فرق خبراء مستقلين لتحليل أسباب الخلل وضمان عدم تكراره.
الأثر على سمعة تويوتا
رغم أن الأزمة أثرت بشكل كبير على سمعة تويوتا في السوق العالمية، إلا أن الشركة تمكنت من استعادة مكانتها تدريجيًا بفضل إجراءاتها السريعة وشفافيتها في التعامل مع المشكلة. ومع ذلك، ظلت الأزمة درسًا قاسيًا لتويوتا.
