كشفت نتائج أحدث اختبارات القيادة المساعدة من برنامج تقييم السيارات الأوروبي Euro NCAP عن تباين واضح في جودة تنفيذ أنظمة القيادة المساعدة في السيارات الحديثة، رغم الانتشار المتزايد لهذه التكنولوجيا في الطرازات الجديدة. وجاءت بعض السيارات لتُظهر أداءً متوازنًا ومتفوقًا في إبقاء السائقين منخرطين مع تقديم دعم أمني فعال، بينما أخفقت أخرى – رغم شهرتها في مجال السلامة – في تلبية بعض المعايير الأساسية.
الطرازات التي تفرقت وحققت المعادلة بنجاح
تصدر كل من بورشه ماكان Porsche Macan وكيا EV3 ورينو Renault 5 وتويوتا bZ4X الترتيب، حيث حصلت هذه الطرازات على تقييم جيد جدًا – Very Good. وسجلت بورشه ماكان أعلى نسبة في فئة الدعم الأمني Safety Backup بلغت 92%، إلى جانب 85% في كفاءة المساعدة Assistance Competence، وهو ما يعكس نظامًا متكاملًا بُني على وضوح في واجهة الاستخدام واستجابة مرنة مع تدخلات السائق.
أما تويوتا bZ4X فاقتربت من هذا الأداء، محققة 89% في الدعم الأمني و83% في كفاءة المساعدة، ما يجعلها من بين الأفضل في فئتها. كذلك، جاءت رينو 5 بنتائج لافتة عبر نظام Active Driver Assist، إذ حصلت على 92% للدعم الأمني و73% في كفاءة المساعدة، لتثبت أن الأداء المتطور لا يقتصر على السيارات الفاخرة.
كما أثبتت كيا EV3 – وهي SUV كهربائية عائلية – جدارتها بتحقيق 88% في الدعم الأمني و74% في كفاءة المساعدة، ما يمنحها مكانًا مميزًا ضمن قائمة السيارات الأكثر أمانًا في هذه الفئة التكنولوجية الحديثة.
تراجع مفاجئ لعلامات شهيرة بالأمان
على النقيض، جاءت نتائج بعض الطرازات من علامات معروفة بتركيزها على الأمان متواضعة بشكل لافت. أبرزها تسلا موديل Tesla Model S، التي ورغم تحقيقها 94% في الدعم الأمني – وهي من أعلى النتائج – إلا أنها لم تسجل سوى 30% فقط في كفاءة المساعدة، وهو ما أثار انتقادات Euro NCAP بسبب الترويج المضلل لنظامها تحت اسم Autopilot، الذي يوحي بقيادة ذاتية تامة.
أيضًا، واجهت فولفو Volvo EX30 انتقادات مشابهة، إذ حصلت على 72% في الدعم الأمني، لكن كفاءة المساعدة لم تتجاوز 62%، مع الإشارة إلى أن النظام لا يفرض إيقافًا تلقائيًا بعد تنبيهات متكررة لعدم وضع اليدين على عجلة القيادة، ما يُعد نقطة ضعف كبيرة في هذا السياق.
كما لم تنجح MG ZS في إثبات نفسها ضمن الطرازات المتقدمة، وسجلت 65% في كفاءة المساعدة و62% فقط في الدعم الأمني، لتكتفي بتصنيف متوسط – Moderate أيضًا.
نتائج متوازنة لعلامتين في منتصف الترتيب
بين هذه الفئات، جاءت مازدا Mazda CX-80 وإكس بينج XPENG G9 ضمن فئة التقييم جيد – Good. وقد سجلت مازدا 62% في كفاءة المساعدة و79% في الدعم الأمني، بينما حققت إكس بينج 71% في كل من الفئتين، ما يُظهر أداءً مستقراً دون تفوق أو تقصير.
معايير Euro NCAP للقيادة المساعدة ..بين دعم السائق وتدخّل الطوارئ
يستند هذا التقييم إلى معيارين أساسيين هما كفاءة المساعدة Assistance Competence، الذي يُعنى بوضوح المعلومات، مراقبة السائق، التفاعل مع مدخلاته، ودقة الاستجابة للسلوكيات الطبيعية أثناء القيادة، والدعم الأمني Safety Backup، الذي يقيس مدى قدرة النظام على تفادي الاصطدامات في حالات الطوارئ، والتصرف حين يفقد السائق السيطرة أو يفشل في التفاعل.
وتؤكد Euro NCAP أن تقديم هذه المعلومات بشكل شفاف ودقيق للمستهلكين أمر بالغ الأهمية، إذ أن بعض الشركات – مثل تسلا – تقدم تسميات دعائية لأنظمتها قد توحي بوظائف تفوق الواقع، مما يضع المستخدمين في دائرة الخطر عند الاعتماد المفرط عليها.
تصميم الأنظمة ..كيف تكون فعّالة وآمنة؟
بحسب تصريح أدريانو بالايو Adriano Palao، مدير التقنية المتقدمة للقيادة المساعدة AD/ADAS في Euro NCAP، فإن النظام الجيد “يجب أن يتعاون مع السائق، يُوضح بشكل دقيق مستوى المساعدة المتاح، ويُقدّم تدخلًا حاسمًا في الحالات الحرجة”. ويؤكد أن الفشل في ذلك “قد يضيف مخاطر بدلًا من تقليلها”.
