في مواجهة اتهامات مثيرة للجدل أثارتها شركة جريت وول موتورز Great Wall Motors، خرجت شركة بي واي دي BYD الصينية، إحدى أبرز شركات السيارات الكهربائية على مستوى العالم، لترد بقوة عبر بيان رسمي أصدره لي يونفاي Li Yunfei، المدير العام لقسم العلامة التجارية والعلاقات العامة بالشركة، وصف فيه هذه الاتهامات بـ “الحملات التشويهية الخبيثة” التي تفتقر للمصداقية.
خلفية الاتهامات
أصل الأزمة يعود إلى تصريحات أدلى بها وي جيانجون Wei Jianjun، رئيس مجلس إدارة شركة جريت وول موتورز Great Wall Motors، خلال مقابلة صحفية في الأسبوع الماضي، أشار فيها إلى أن “إيفرجراند” أخرى تُوجد في قطاع السيارات الصيني، مؤكدًا أنها لم تنفجر بعد، في إشارة إلى مجموعة إيفرجراند Evergrande العقارية التي تعرضت لانهيار مالي واسع النطاق.
تفنيد مالي شامل بالأرقام
ردّ لي يونفاي جاء مدعومًا بتحليل مالي تفصيلي، قارن فيه وضع بي واي دي BYD بمجموعة من كبار مصنّعي السيارات عالميًا ومحليًا، مؤكدًا أن وضع الشركة المالي لا يدعو للقلق، بل يعكس استقرارًا ونموًا مستمرًا.
نسبة الأصول إلى الالتزامات
ردًا على من أشار إلى أن نسبة الأصول إلى الالتزامات لدى BYD تبلغ 70%، أوضح لي أن هذه النسبة تُعد أقل من نظيراتها في شركات كبرى مثل فورد Ford 84% ، جنرال موتورز General Motors 76%، أبل Apple 80% ، وبوينغ Boeing 102%. أما محليًا، فإن شركة جيلي Geely تسجل نسبة 68% وسيريس Seres تسجل 76%.
إجمالي الديون
بلغ إجمالي ديون BYD مجموعه 580 مليار يوان، وهو رقم أقل بكثير من ديون تويوتا Toyota التي تصل إلى 2.7 تريليون يوان، وفولكس فاجن Volkswagen عند 3.4 تريليون يوان، وفورد Ford عند 1.7 تريليون يوان. على مستوى الصين، تمتلك سايك موتور SAIC ديونًا بقيمة 610.4 مليار يوان، وجيلي 504.7 مليار يوان.
الديون المُترتّبة بفوائد
لفت لي إلى أن الدين الحقيقي الذي يعبّر عن الضغط المالي هو الدين الذي يتحمل فوائد، وهو ما يُعرف بالـ Interest-Bearing Debt، والذي يبلغ لدى BYD 28.6 مليار يوان فقط، مقارنة بـ86 مليار يوان لدى جيلي، و94.5 مليار لدى سايك، و1.8 تريليون لتويوتا، و1.1 تريليون لفورد، وتريليون يوان لفولكس فاجن، ما يثبت أن وضع الشركة في هذا الصدد أكثر أمانًا.
المدفوعات للموردين
أما بخصوص مزاعم أن أغلب ديون BYD ناتجة عن مستحقات للموردين، أوضح لي أن هذا أمر طبيعي في الشركات ذات حجم المبيعات الكبير. إذ بلغ حجم الحسابات الدائنة 244 مليار يوان، مقابل 241.1 مليار لدى سايك و182.4 مليار لدى جيلي، بينما تمثل هذه الديون 31% فقط من الإيرادات التشغيلية للشركة، مقارنة بـ32% في جيلي، و38% في سايك، و39% في جريت وول.
دورة الدفع للموردين
وفي ما يتعلق بمعدل أيام سداد المستحقات، قال لي إن متوسط المدة لدى BYD هو 127 يومًا، وهو نفس المعدل لدى جيلي، وأقل من جريت وول 163 يومًا وسايك 164 يومًا.
أداء مالي غير مسبوق في عام 2024
استعرض لي يونفاي نتائج الأداء المالي للشركة في عام 2024، حيث حققت الشركة إيرادات سنوية بلغت 777.1 مليار يوان، وصافي أرباح بقيمة 40.3 مليار يوان، مع استثمارات في البحث والتطوير وصلت إلى 54.2 مليار يوان، ومساهمات ضريبية في السوق المحلي بقيمة 51 مليار يوان، واحتياطات نقدية تبلغ 154.9 مليار يوان. واصفًا هذا الأداء بأنه “الأفضل في تاريخ الشركة الممتد على مدار 30 عامًا”.
دفاع عن الصناعة الصينية
أكد لي في ختام بيانه أن قطاع صناعة السيارات الصيني يتمتع بوضع مالي أكثر صلابة مقارنة بكثير من الشركات العالمية، ولا وجود لما أسماه “إيفرجراند السيارات” داخل الصين. واعتبر هذه الادعاءات محاولات تهدف للنيل من قطاع السيارات الكهربائية الصينية، في وقت باتت فيه هذه الصناعة تُمثّل 60% من سوق السيارات المحلي، بينما تجاوزت نسبة اختراق السيارات الكهربائية 52%، لتصبح الخيار الرئيسي للمستهلكين.
كما أشار إلى أن الصين أصبحت وللعام الثاني على التوالي أكبر مصدّر للسيارات في العالم، وتواصل شركات مثل BYD، وشيري Chery، وسايك موتور SAIC، تحقيق نجاحات بارزة في الأسواق العالمية.
إجراءات قانونية مرتقبة
واختتم لي يونفاي تصريحه بالتأكيد على أن شركة BYD قدّمت تقارير بالأدلة إلى الجهات الرقابية المعنية في الصين، وستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد كل من تورّط في هذه الحملات التشويهية التي وصفها بـ”المقصودة والممنهجة”.