في خطوة قد تعيد تشكيل سوق السيارات الأوروبية، حذرت شركات صناعة السيارات الألمانية من إمكانية ارتفاع أسعار السيارات الكهربائية بشكل ملحوظ بعد أن فتح الاتحاد الأوروبي European Union الطريق لفرض رسوم عقابية على السيارات الكهربائية القادمة من الصين China.
تأتي هذه الخطوة كجزء من جهود الاتحاد الأوروبي لحماية الصناعة المحلية من تدفق المنتجات الصينية بأسعار منخفضة، ولكنها تثير تساؤلات حول مستقبل سوق السيارات الكهربائية في أوروبا بشكل عام.
خلفية القرار وتأثيره على أوروبا و ألمانيا
يوم الجمعة الماضي، اتخذ الاتحاد الأوروبي قرارًا قد يمهد لفرض رسوم جمركية تصل إلى 35.3% على السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات والمستوردة من الصين. من المتوقع أن تدخل هذه الرسوم حيز التنفيذ في أوائل شهر نوفمبر المقبل، إلا أن القرار لا يزال معلقًا بناءً على نتائج المفاوضات بين بروكسل وبكين.
وقد أعرب رئيس الاتحاد الألماني لصناعة السيارات Thomas Becker، توماس بيكرون، عن قلقه العميق من هذا القرار، مشيرًا إلى أن هذا الإجراء قد يتسبب في ضرر كبير لصناعة السيارات الألمانية، التي تعتبر ركيزة أساسية للاقتصاد الألماني. كما أكد بيكرون أن فرض هذه الرسوم قد يؤدي إلى إضعاف ثقة الأعمال، خاصة وأن ألمانيا عارضت هذا الإجراء بشكل مباشر.
مخاوف حول تشويه المنافسة
أحد أكبر المخاوف التي أثارها بيكرون هو تأثير هذه الرسوم على تجار السيارات الذين استثمروا في العلامات التجارية الصينية. فقد أصبحت السيارات الكهربائية الصينية، مثل BYD و Nio، خيارًا رائجًا في السوق الأوروبية نظرًا لتوافرها بأسعار تنافسية، مما دفع العديد من الشركات الأوروبية إلى الاستثمار في تلك العلامات التجارية. ومع فرض هذه الرسوم، قد تصبح تلك السيارات أقل جاذبية للمستهلكين، مما يشوه المنافسة في السوق.
احتمالية رد الفعل الصيني
من المخاوف الأخرى التي أشار إليها بيكرون هو رد الفعل المحتمل من الصين China. إذا قررت الصين الرد على هذه الرسوم بفرض عقوبات مماثلة على السيارات الأوروبية، فقد تتعرض صادرات السيارات الألمانية إلى الصين لضربة كبيرة. هذا الأمر سيؤثر ليس فقط على شركات تصنيع السيارات مثل فولكسفاجن Volkswagen و BMW و مرسيدس Mercedes-Benz ، بل أيضًا على شبكة الموردين والمصنعين الذين يعتمدون على السوق الصينية لتسويق منتجاتهم.
التاريخ الطويل للعلاقات التجارية بين ألمانيا والصين
من الجدير بالذكر أن شركات صناعة السيارات الألمانية تتمتع بعلاقات تجارية قوية مع الصين منذ سنوات. تعتبر الصين أحد أكبر أسواق السيارات في العالم، حيث تعتمد العديد من الشركات الألمانية على مبيعات السيارات في الصين لتعزيز إيراداتها. في الواقع، بعض الشركات مثل فولكسفاجن Volkswagen تحقق نسبة كبيرة من أرباحها من السوق الصينية، وهو ما يجعل فرض الرسوم على السيارات الصينية مصدر قلق كبير لها.
مستقبل التجارة العادلة
بينما يهدف الاتحاد الأوروبي إلى حماية الصناعة المحلية من المنافسة الصينية الشرسة، يرى بيكرون أن الرسوم العقابية ليست الحل الأمثل لتحقيق تجارة عالمية عادلة. بدلاً من ذلك، يدعو إلى إيجاد حلول دبلوماسية من خلال طاولة المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والصين.