في رياضة تتجاوز فيها السرعة حاجز الـ300 كيلومتر في الساعة، تروي حلبات الفورمولا-1 أعظم قصص النجاة، وتُسجَّل فيها لحظات فريدة اختلط فيها الرعب بالإعجاز، كان أبطالها رجالًا كتبوا التاريخ لا بالأرقام، بل بالعودة من حافة الموت.
روبرت كوبيكا Robert Kubica ..الولادة من جديد في كندا 2007

في سباق جائزة كندا الكبرى عام 2007، وبينما كان السائق البولندي روبرت كوبيكا Robert Kubica، أول ممثل لبلاده في تاريخ الفورمولا-1، يحاول تجاوز يارنو ترولي Jarno Trulli في اللفة الـ27، تعرض لحادث مروّع أُلقيت فيه سيارته بسرعة قاربت 250 كم/س نحو الحائط. لحظات من الصمت المطبق سادت المكان، إذ خشي الجميع الأسوأ.
لكن ما حدث كان معجزة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. ورغم دمار السيارة الكامل، خرج كوبيكا بسلام، ليكون الحادث شاهدًا على مقتل مدى تطور وسائل الأمان في السيارات الحديثة. تفاصيل هذا الحادث أعيد سردها في حلقة خاصة ضمن سلسلة Fuera de pista عبر منصة DAZN، بعنوان “دقائق مأساوية”، والتي تكشف الجانب الإنساني العميق في قلوب أبطال هذه الرياضة.
مارتن براندل Martin Brundle ..التحليق والنجاة في أستراليا 1996

في عام 1996، شهد سباق جائزة أستراليا حادثًا لا يُنسى عندما اصطدم البريطاني مارتن براندل Martin Brundle بسيارة منافسة لتطير سيارته في الهواء. وصف براندل الحادث قائلًا: “شعرت وكأنني في غسالة. شممت رائحة البنزين وكنت مقتنعًا أنني سأحترق. الجميع اعتقد أنني متّ”.
ورغم أن السيارة تهشمت بالكامل، إلا أن براندل خرج من الحادث دون أي إصابة تُذكر. لحظة تجسّد فيها مصطلح “الولادة الثانية”.
نيكي لاودا Niki Lauda ..العائد من النار في نوربورغرينغ 1976

في سباق جائزة ألمانيا الكبرى عام 1976 على حلبة نوربورغرينغ، اشتعلت النيران في سيارة السائق الأسطوري النمساوي نيكي لاودا Niki Lauda بعد حادث مروع أفقده وعيه. بقي لاودا داخل السيارة المشتعلة لما يقارب الدقيقة، وتم إنقاذه من قبل أربعة سائقين، هارالد إيرتل Harald Ertl، بريت لانجر Brett Lunger، أرتورو ميرزاريو Arturo Merzario، وجاي إدواردز Guy Edwards.
أصيب لاودا بحروق بالغة، لكنه نجا. وبعد 40 يومًا فقط، عاد خلف المقود، ليفوز لاحقًا ببطولتي عالم إضافيتين.
مارتن دونيلي Martin Donnelly ..جسد محطم وأمل لا يموت في خيريث 1990

في عام 1990، تعرض البريطاني مارتن دونيلي Martin Donnelly لحادث مروّع في حلبة خيريث الإسبانية، طُرح خلاله من سيارته وبدا جسده محطمًا. تدخّل الطبيب سيد واتكينز Dr. Sid Watkins لإنقاذ حياته بإجراء عملية جراحية عاجلة استمرت خمس ساعات. نجا دونيلي من الحادث، لكنه لم يتمكن من العودة للمنافسات. ومع ذلك، ظل اسمه حاضرًا في أوساط الفورمولا-1 حتى اليوم.
فيرناندو ألونسو Fernando Alonso ..معجزتان في البرازيل 2003 وأستراليا 2016

في سباق البرازيل عام 2003، اصطدم الإسباني فيرناندو ألونسو Fernando Alonso بعنف بجدار الحلبة بعد حادث سبقته فيه سيارة مارك ويبر Mark Webber. خرج ألونسو من السيارة مصابًا، لكن على قيد الحياة، في مشهد ارتبط في أذهان عشاق الفورمولا-1 برفعه للإبهام وهو على نقالة الإسعاف.
وفي عام 2016، وخلال سباق أستراليا، نجا ألونسو من حادث أشد فظاعة عندما تطايرت سيارته في الهواء بعد تصادم مع إستيبان جوتييريز Esteban Gutiérrez. اعترف ألونسو لاحقًا قائلًا: “لقد أحرقت واحدة من أرواحي”.
فيليبي ماسا Felipe Massa ..صاعقة من السماء في المجر 2009

في واحدة من أغرب الحوادث، تلقى البرازيلي فيليبي ماسا Felipe Massa ضربة مباشرة على رأسه من قطعة معدنية سقطت من سيارة زميله روبنز باريكيلو Rubens Barrichello خلال التصفيات في جائزة المجر الكبرى عام 2009. فقد ماسا وعيه واصطدم مباشرة بالحائط. تم نقله للمستشفى في حالة حرجة، لكنه نجا، رغم أنه لم يعد للمنافسات ذلك العام.
لاحقًا قال ماسا: “لا أذكر شيئًا من الحادث. فقط أتذكر حديثي مع المهندس، ثم الاستيقاظ في المستشفى”.